للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقتل نفسه بما صنعه، وأن عمد الدنيا في نظرك وأركان توشك أن تنقض على بعضها البعض بالأسلحة الذرية والقنابل النووية, وأنهم لونوا ما حولهم الفضاء والماء والهواء كما لونوا عقولهم بالخمور والمخدرات, ولونوا أرواحهم بالكفر والجحود، وإن ما ترينه براقا حولك هو الغرور ومتاع الغرور وخيال اللحظة ونشوة اللمحة البارقة واقرئي التاريخ، انظري خلفك، بل تحت قدميك، بل في التراب تحتك حيث اندثرت أمم وإمبراطوريات، وحيث انتهى عماليق طاولوا الشمس وخرقوا السماء.

ولكنها لم تنظر إلى وراء ولم تلتفت إلى التراب تحت قدميها, وإنما ظلت ناظرة مبهورة دائما إلى غرب، بينما ظل هو شاخصا إلى الشرق إلى مطلع الأنوار, وقد أعطى كل منهم ظهره للآخر، وبينهما خيط رفيع، رفيع هو عقد زواج، يوشك أن ينقطع.

<<  <   >  >>