المقال ليكون مثالا لمقال اليوميات الصحفي من نوع "المختلط", طول المقال بعض الشيء.
يوميات الأخبار:
في كل مرة أكاد أسأل البحر عن الناس.. عن القلوب التي أسمعته خفقانها منذ أن قيل للأرض كوني يابسة فكانت, وقيل للمياه كوني بحارا وأنهارا فكانت ينابيع عذبة وينابيع من ماء الملح, وكان الإنسان بين هذه وتلك يطلب قطرة ماء.
وعدنا نسأل البحر:
تأخذني الدهشة لمن يفاخر بأنه لا يخطف أياما لنفسه، ويمضي إجازة بعد عام كامل من العمل والإرهاق.
أشعر بالرثاء لهذا الإنسان؛ لأنه يظن أن "الراحة" ترف وأنه بالخبز وحده يعيش هذا الكائن العجيب، الذي تعلم منذ عشرات آلاف السنين أن ينال "حقه" في العمل, وأن ينسى حقه في الراحة.
هكذا أقول لنفسي وأنا أحزم حقائبي وأهاجر إلى شاطئ البحر, هاربا بأحلامي إلى حيث أستطيع أن أمشي على رمال الشاطئ فاحلم وأن أسبح في مياه البحر القريبة من الشاطئ فأغرق في الأحلام ولا أخاف من الغرق الحقيقي.
وفي كل مرة أكاد أسأل البحر عن الناس, عن القلوب التي أسمعته خفقانها منذ أن قيل للأرض كوني يابسة فكانت، وقيل للمياه كوني بحارا وأنهارا فكانت ينابيع عذبة وينابيع ملحة, وكان الإنسان مضطربا بينها, يطلب قطرة ماء.
كم منها تحقق فارتفع بها الإنسان فوق مساره عن تراب الأرض، وسباحته أو هل زاد عدد الحيوانات البشرية التي تعيش بلحمها منذ آلاف السنين، أم قل هذا العدد؛ لأن الإنسان ارتقى وتقدم؟
كم من أحلام البشرية ضاعت، كما يضيع الرذاذ فوق الأمواج المترامية بلا آخر.
كم منها تحقق فارتفع بها الإنسان فوق مساره على تراب الأرض، وسباحته أو غرقه بين الأمواج؟
كم من الذين عبروه فوق ظهور السفن، أو في قلب الغواصات، أو على أجنحة الريح، أضاعتهم الحياة كما يضيح "المقامر" أغلى ما يملك على مائدة القمار؟
أكاد أسأل البحر، عن هواجس الشعراء والعشاق، والمجانين, فكل قمر يضيء،