للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التحرير" أو بكلمة "المحرر"، وليس بأي اسم من الأسماء.

ب- الاتجاه الثاني: وتتبعه قلة قليلة من الصحف العامة والحزبية وأساسه أن يقوم رئيس التحرير أو المحرر الأول بكتابة مقال يعتبر من وجهة نظرة ووجهة نظر مجلس الصحيفة بمثابة افتتاحية لها، غير أن هذه المقالة تعلوها لافتة "الافتتاحية"، بنصها الصريح في بعض هذه الصحف خاصة "السياسة" الكويتية، أو يشير إلى ذلك رسم يعبر عن الصحيفة أو يمثل "الرسم التحتي" الموجود أسفل اسمها كما هو الحال في "الأنوار"، أو لا يذكر اسم الافتتاحية أصلا كما في "العمل" التونسية و"النهار" اللبنانية وهي أشهر الصحف التي تتبع هذا الاتجاه. وإن كنا نرى أنه اتجاه يخالف فلسفة كتابة الافتتاحيات وتقاليد تحريرها، وصحيح أن رئيس التحرير هنا يقول لك إنه يمثل بمنصبه وباسمه معا هذه السياسة التحريرية، وأنه حتى في حالة قيام غيره بكتابتها فلا بد من توجيهاته وموافقته، كما قد يكون هو نفسه زعيم الحزب أو صاحب الجريدة ورئيس تحريرها -كما كانت أكثر الصحف في العشرينات والثلاثينات- ومن هنا يرى هؤلاء أن لهم الحق في توقيع أمثال هذه المقالات القائدة -والتي سوف نتحدث عنها بعد قليل- ونحن معهم في ذلك، ولكننا لسنا بحال من الأحوال مع تحول هذه المقالات إلى افتتاحيات موقعة، أو مع الافتتاحيات الموقعة أصلا, وحيث يأتي الرد على دعاة توقيعها باسم رئيس التحرير من خلال هذه النقاط:

- لأنه يشرف على تنفيذ السياسة التحريرية دون أن يكون هو واضعها الوحيد.

- لأن هناك غيره من المشرفين على وضع ورقابة وتنفيذ مثل هذه السياسة، وربما من هم أرفع منه درجة "رئيس مجلس الإدارة مثلا"، كما قد يكون هناك أكثر من رئيس تحرير واحد لأكثر من صحيفة ومجلة.

- أن السياسة التحريرية أكثر ثباتا واستقرارا من رؤساء التحرير في مناصبهم.

- أنه وإن كان بعضهم يمتلكون الصحيفة إلا أن ذلك لا يعني تحكمهم في السياسات المرتبطة أصلا بالقراء والمجتمع وأحيانا السياسة العامة للدولة، فالملكية الخاصة هنا لا تبرر التعبير عن رأيه الخاص في كل الأحوال، وإن عبرت عن مصالح طبقة ينتمي إليها.

- أن رئيس الحزب لا يعبر عن رأيه الخاص من عندياته، وانطلاقا من مرئياته

<<  <   >  >>