نفسه هو: إلى أي حد يمكن توافر هذه الموضوعية؟ ما دام الكاتب ملتزما بسياسة الصحيفة، والتي هي بالنسبة للصحف الحكومية والحزبية والموجهة، سياسة تقررها مصلحة هذه الجهات أولا، بصرف النظر عن موضوعيتها "الكاملة" أو أنها تراه موضوعية ولكن من خلال نظرتها إليها.
ب- المقال الافتتاحي النزالي: وهو يشبه دعوة إلى المبارزة بالكلمات حيث يقوم كاتبه بإلقاء القفاز في وجه معارضي رأي سياسي معين، أو دعوة، أو اتجاه، أو. . . في نفس الوقت الذي يقدم فيه الرأي أو الدعوة في الاتجاه أو الموقف المنافس. . . والذي يقف إلى جانبه بكل قوة، أي: إنه -في أسلوب آخر- مقال افتتاحي ينازل فيه كاتب من صحيفة هذه الاتجاهات كلها التي قد تطفو على سطح المجتمع، أو ترد على صفحات جريدة معارضة، أو ضمن مزاعم عدو للوطن أو للدين أو للتقاليد أو الإنسانية كلها، ومن هنا فنحن نقول إن أغلب المقالات الافتتاحية التي نشرتها الصحف العربية في مرحلة الاستعمار أو تنشرها في موضوع الحرب العربية الإسرائيلية، هي من هذا النوع الذي "ينازل" دعاوى الاستعمار والصهيونية.
جـ- المقال الافتتاحي المستكشف أو المتنبئ: وهو الذي يركز فيه كاتبه من خلال سياسة الصحيفة وفي ضوئها على تلمس مسار خبر هام جدا، وتتبعه في تطوراته حتى يمكنه وضع تصور خاص يتضمن توقعاته, إسنادا إلى. . . . العديدة لما يمكن أن يسفر عنه مثل هذا الخبر "المستمر" من نتائج يمكن أن تحدث غدا أو بعد غد، أو -في أسلوب آخر- أن محرره يقوم بعملية "استكشاف" أو "تنبؤ" بما يمكن أن يحدث نتيجة لوقوع الحدث، أو تفجر القضية، أو اتخاذ الموقف وواضح في جميع الأحوال أن المحرر لن يتمكن من ذلك إلا في حالة معرفته الكاملة بحقائق الحدث وإدراكه الشامل لجوانبه وزواياه وأبعاده الحالية وتلك المتصلة بالمستقبل، مباشرة وغير مباشرة.
كذلك، ومن خلال دراستنا الخاصة للمادة المنشورة فوق الصفحات وتتبع هذه النوعية الهامة من المقالات فقد أمكن ملاحظة أن هناك عدة اتجاهات حديثة تتصل بنوعيات أخرى بعضها ليس جديدا تماما على تلك السابقة، وبعضها الآخر يعتبر جديدا تماما، وأهمها -مما رصدنا ملامحه وخصائصه وأبعاده- هذه كلها:
د- المقال الافتتاحي ثنائي أو ثلاثي الموضوع: وهو يمثل اتجاها جديدا في كتابة