المقالات الافتتاحية يقوم على تقسيم المقال الواحد إلى مقالين أو ثلاثة مقالات، فأما إن كان من مقالين فيكون أحدهما "داخلي" أو يتناول" موضوعا داخليا والآخر "خارجي" أو يكون أحدهما محلي الطابع، والآخر يتناول موضوعا عربيا، فإذا كان المقال ثلاثي الموضوع فيكون "محليا، عربيا، إسلاميا" أو يكون "محليا، عربيا، عالميا"، وهكذا, وواضح أنه هنا يتكون من وحدتين أو ثلاث وحدات تقوم كل منهما أو منها بوظيفة مقال افتتاحي كامل ومختصر، له أهم خصائص المقالات ولا أقول جميعها، كما أنه يكون له من الطول والمساحة ما يفوق أطوال ومساحة المقالة الافتتاحية العادية وقد يكتفى -بالنسبة له- بالعنوان الثابت في أغلب الأحوال، كما أن هناك اتجاه آخر يفصل بين المقالين أو المقالات الثلاثة فيصبح كل مقالة وحدة تحريرية مستقلة، تمثل مقالا متكامل الأبعاد.
هـ- المقال الافتتاحي المقارن: وهو يقوم على أساس المقارنة بين رأيين أو اتجاهين أو موقفين أو نتيجتين، بحيث يقوم كاتبه بعرضهما وعقد مقارنة بينهما والخروج منها بنتائج واضحة ومحددة، وذلك في ضوء وعلى هدي سياسة الجريدة نفسها، وقد انتشرت هذه المقالات في الصحف الحزبية وصحف المعارضة،. . . . عقد المقارنات بين مواقف الأحزاب التي تمثلها ومواقف غيرها. كما تنشرها أيضا الصحف الحكومية والرسمية للغرض نفسه.
ومقال الدعوة إلى موقف أو عمل ما: وكاتبه لا يقف عند حد عرض الأخبار أو الآراء أو المواقف ومناقشتها والوصول إلى نتيجة بشأنها إنما يواصل دوره "القائد"، وذلك بدعوة القراء أو الجماهير إلى اتخاذ موقف إيجابي ما بشأن موضوع المقال كالدعوة إلى مقاطعة بضاعة أجنبية معينة، أو الامتناع عن شراء ما هو غير وطني، أو الدعوة إلى معاقبة المفطر في شهر رمضان علنا، أو إلى تغيير قانون ما غير كافية أحكامه لردع الجشعين أو المستغلين، وهو مقال هام وإيجابي وله دوره الكبير على مسار حركات الوطنية.
ز- المقال الافتتاحي التحذيري: وهو يشبه في كثير من الأحوال، النوع السابق من هذه المقالات -الدعوة إلى موقف أو عمل- كما يشبه أيضا المقال المستكشف أو المتنبئ، أو على وجه التحديد، ينطلق هذا المقال في فكرته الأساسية وخطه الواضح من حيث يتوقف النوعان السابقان حيث يضيف إلى عنصري الاستكشاف والدعوة إلى