موقف، التنبيه إلى خطر قادم، أو شر محدق أو نتيجة ينتظر أن يكون لها مثل هذا الأثر, تماما كما يكون اتجاهه الأساسي، إيقاظ النائم وتنبيه الغافل، ودق أجراس الخطر، وذلك على نحو ما جاء -شعرا- في قصيدة الشاعر العربي الذي أرسل ينصح قومه لما رأى الأعداء يعدون العدة للهجوم عليهم:
ما لي أراكم نياما في بلهنية ... وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا
وهو مقال شائع الاستخدام، وقد نشر بكثرة خلال أحداث الحرب اللبنانية الإسرائيلية الأخيرة، وما يزال ينشر لصلته القوية -للأسف الشديد- بالأوضاع العربية الحالية.
جـ- المقال الافتتاحي "المهني": وهو مقال "مجلة" أصلا، كما تقبل على نشره بعض الصحف الأسبوعية, ولها في ذلك طرق واتجاهات عديدة حيث ينشر كافتتاحية أولى، أو مع غيره كافتتاحية ثانية، أو كمقال موجه من رئيس التحرير أو أسرة التحرير أو هيئته إلى القارئ، أو كمقال قائد موقع حيث يخرج هنا من مجال هذه السطور، أما في الحالات السابقة فإنه يكون نوعا من أنواع الافتتاحيات ولكنه نوع له طابعه الخاص جدا الذي يتصل بـ"المهنة" نفسها والعمل الصحفي ذاته ومن هنا تنشره بعض الصحف اليومية إضافة إلى المجلات الأسبوعية حيث تحدث فيه عن صورة من صور العمل أو تجربة من تجاربه أو مشكلة من مشكلاته أو جديد يتصل به أو عند. . . . بين الصحيفة والمجتمع الخارجي أو النظم أو القوانين الموجودة أو عن تجربة محرر أو عن قصة بعض المواد المنشورة أو عن ردود فعل إيجابية لبعض المواد التي نشرتها من قبل المسئولين أو القراء أو عن رسالة هامة من قارئ أو نجم وما إلى ذلك كله، على أنه ينبغي في جميع الأحوال أن يكون هناك ما يقال من مادة ذات فائدة ما.
ط- المقال الافتتاحي العام: أو "المحوري الشامل" والذي يجمع في إطار واحد بين عدد من النوعيات السابقة أي: إن كاتبه يشرح ويفسر الحدث "النوع أ" ولا بأس من مقارنة بين موقفين أو اتجاهين "هـ" كما قد تأخذ المقارنة الطابع النزالي أو تمتد إليه "ب" وقد يقوم الكاتب بدعوة القراء إلى موقف أو عمل ما استنادا إلى المقدمات السابقة "و" وقد يواصل حديثه باستكشاف أو توقع ما يمكن أن يحدث نتيجة لذلك "النوع جـ" ومن هنا فهذا المقال يكون أشمل المقالات الافتتاحية وأطولها وأكبرها مساحة، وإليه تنتمي المقالات الافتتاحية "الكلاسيكية" التي كانت الصحف العربية عامة والمصرية والعراقية