أو هجوما على وضع خطير، أو تبشيرا باتجاه يفيد الجماهير، أو تناولا لمؤتمر أو مباحثات أو معاهدة أو اجتماعات لها وزنها وتأثيراتها، على الرغم من ذلك كله فإننا هنا نضعها في مكانها الصحيح، وحيث إنها مقالات قائدة نعم، موقعه باسم رئيس التحرير نعم، ولكنها ليست "افتتاحيات" بحال من الأحوال.
ومعنى ذلك أن هناك أكثر من هدف، وأكثر من وظيفة تقوم أمثال هذه المقالات بأدائها تماما كما أن هناك أكثر من دافع لوجودها ونشرها، ومن بينها على سبيل المثال:
١- أن دورها الأول ووظيفتها الأساسية هي القيام بمهمة "الافتتاحية" بالنسبة للصحف والمجلات التي لا تنشر الافتتاحيات، والتي درجت على ذلك، لسبب من الأسباب.
٢- فأما بالنسبة للصحف والمجلات التي درجت على نشر الافتتاحيات يوميا وبانتظام، فإنه يمثل في أيام نشره دور "الافتتاحية الثانية للصحيفة".
٣- وهو يعطي فرصة أخرى لعرض وجهة نظر ثانية أو رأي آخر أو موقف جديد، مما يضاعف من بروز جانب الرأي في الصحيفة، ويعمل على استقطاب أنظار وفكر قراء جدد لهم أهميتهم ومستوياتهم الفكرية المرتفعة.
٤- وهو يقدم لرئيس التحرير فرصة للتعريف بمرئياته ونظرته الخاصة إلى الأحداث دون تأثر كامل بسياسة الصحيفة أو خطتها العامة، وحيث يكون هذا المقال في أحيان كثيرة ممثلا للرباط القائم بين رئيس التحرير ككاتب، وبين قرائه، ومن هنا -ووسط مشاغل هؤلاء التي قد لا تتيح لهم كتابة أنواع المقالات الأخرى- نجد حرص رؤساء التحرير البالغ على كتابته كلما أتيحت لهم الفرصة إلى ذلك.
٥- وهو أيضا يقدم لرئيس التحرير فرصة الدفاع عن آرائه، ورد الهجوم الذي يكون قد تعرض إليه من كاتب آخر، أو صحيفة أخرى، أو حزب معارض، مع ملاحظة أن هذا الهجوم والرد لا يتناولان الأمور الشخصية، حيث لا يجوز ذلك، وإنما المسائل السياسية واهتمامات الجماهير وحركتها بشكل عام.
٦- وهو يخدم المسار الديمقراطي ويدعمه بما يقدمه من أفكار وما يعرضه من