للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسائل كثيرة، من ذلك أن يأخذ برأيهم في أن المصدر أصل والفعل مشتق منه١, وأن المبتدأ رافعه الابتداء٢، وأن ناصب المفعول به الفعل السابق له٣، وأن المضارع منصوب بعد حتى بأن مضمرة وجوبا٤، وكذلك بعد أو وفاء السببية وواو المعية٥، وأن العامل في باب التنازع هو الفعل الثاني٦، وأن نعم وبئس فعلان، وكذلك فعل التعجب٧، وأن المفعول معه منصوب بالفعل مع توسط واو المعية٨، وأن الاسم المرفوع بعد إذا الشرطية في مثل: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فاعل لفعل محذوف، وكذلك بعد همزة الاستفهام في مثل: أزيد قام؟ ٩, وأن علة بناء الاسم شبهه بالحرف أو تضمنه معناه١٠، وأن الإعراب أصل في الأسماء فرع في الأفعال, وإنما أعرب المضارع لشبهه باسم الفاعل١١.

وبجانب ذلك كان يأخذ بوجهة النظر الكوفية في مسائل مختلفة، من ذلك إعمال إِنِ النافية عمل ليس, متابعا في ذلك أستاذه الفارسي والكوفيين، كما مر بنا منذ قليل، وإن لاحظ أن إعمالها يشوبه غير قليل من الضعف، يقول تعليقا على قراءة سعيد بن جبير الآية الكريمة: "إِنِ الذين تدعون من دون الله عِبَادًا أَمْثَالكُمْ": "ينبغي أن تكون إِنْ هذه بمنزلة ما، فكأنه قال: ما الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم، فأعمل إنْ إعمال ما "العاملة عمل ليس" وفيه ضعف؛ لأن إن هذه لم تختص بنفي الحاضر اختصاص ما به، فتجري مجرى ليس في العمل"١٢. وكان الكسائي -كما مر بنا في غير هذا الموضع- يجيز وجود الفعل بدون فاعل، على نحو ما أجاز ذلك في مثل: قام وقعد عمرو، إذ ذهب إلى أن عمرا فاعل قعد، وقام لا فاعل لها، وتبعه أبو علي الفارسي يحتم ذلك في قلّ حين تتصل بها ما، ويقول ابن جني: "إن "قلما يقوم زيد" دخلت فيه ما على قلّ كافة لها عن عملها، ومثله: كثر ما وطالما"١٣. وكان يتابع أستاذه والكوفيين في أن أو تأتي


١ الخصائص ١/ ١١٣، ١١٩, وانظر المنصف ١/ ٦٥.
٢ الخصائص ١/ ١٦٦.
٣ الخصائص ١/ ١٠٢.
٤ الخصائص ٣/ ٢٦٠.
٥ الخصائص ١/ ٢٦٣ وما بعدها.
٦ الخصائص ٢/ ٢٠٩.
٧ المنصف ١/ ٢٤١.
٨ سر صناعة الإعراب ١/ ١٤٤.
٩ الخصائص ٢/ ٣٨٠.
١٠ الخصائص ١/ ١٧٩.
١١ الخصائص ١/ ٦٣.
١٢ المحتسب ١/ ٢٧٠.
١٣ الخصائص ١/ ١٦٧، ١٦٨.

<<  <   >  >>