للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذهب مذهب السيرافي في أن "كان" إذا بُنيت للمجهول حُذف اسمها وخبرها وأُقيم مقام مرفوعها ضمير مصدرها١، واختار رأيه في أن "ماذا" في مثل: "انظر ماذا صنعت؟ " اسم موصول بمعنى الذي٢. وتبع الكوفيين وأستاذه ابن طاهر في أن ناصب الظرف في مثل: "زيد عندك" هو المبتدأ لا عامل محذوف٣. وكان يذهب إلى أن "أما" التي بمعنى حقا في مثل: "أما أنه شاعر" حرف٤، وجوز أن تكون الجملة التعجبية صلة للموصول مثل: "جاء الذي ما أكرمه"٥. وكان يرى أن عامل الحال في الجملة الاسمية المبتدأ نحو: "هو علي شاعرا"٦ وأن موضع ما خلا في مثل: "قام القوم ما خلا محمدا" نصب على الاستثناء مثل غير٧، وأنه يجوز في "لا سيما زيد" أن تكون ما نكرة موصوفة، وزيد خبرا لمبتدأ محذوف والجملة صفة٨ لها، كما يجوز في التمييز التالي لكأين في مثل: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ} أن يكون منصوبا أو مجرورا بمن كما في الآية أو بغيرها٩.

أما الشلوبين١٠ فهو عمر بن محمد المكنى بأبي علي المتوفى سنة ٦٤٥ للهجرة, تلميذ السهيلي والجزولي. كان إمام عصره في العربية غير مدافع، أقرأ نحو ستين سنة، وبرع في تلاميذه جِلَّة من النحاة، وله تعليق على كتاب سيبويه وشرحان على الجزولية ومصنف في النحو سماه التوطئة. وهو مثل أسلافه تارة يقف مع سيبويه والبصريين وتارة يقف مع النحاة الآخرين من موطنه وغير موطنه. ونراه يحتجّ لرأي سيبويه في أن النكرة أصل والمعرفة فرع قائلا: إنه نظر إلى حال الوجود إذ الأجناس هي الأُوَل ثم الأنواع١١، أو بعبارة أخرى: النكرات تكون أولا ثم تكون المعارف. وكان يأخذ برأي الرماني في أن خبر المبتدأ بعد لولا إذا كان


١ الهمع ١/ ١٦٤.
٢ المغني ص٣٣.
٣ المغني ص٤٨٤.
٤ المغني ص٥٦.
٥ الهمع ١/ ٨٦.
٦ الهمع ١/ ٢٤٥.
٧ المغني ص١٤٢.
٨ الهمع ١/ ٢٣٤.
٩ الهمع ١/ ١٥٥.
١٠ انظر في ترجمة الشلوبين: المغرب ٢/ ١٢٩, وإنباه الرواة ٢/ ٣٣٢, والتكملة لابن الأبار ص ٦٥٨, وابن خلكان ١/ ٣٨٢, وابن فرحون في الديباج ص١٨٥, وشذرات الذهب ٥/ ٢٣٢, وبغية الوعاة ص٣٦٤.
١١ الهمع ١/ ٥٥.

<<  <   >  >>