للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كونا عاما حذف، وإذا كان كونا خاصا وجب ذكره كما جاء في الأثر: "لولا قومكِ حديثو عهد بالإسلام لهدمت الكعبة"١. وكان يذهب مذهب يونس في أن ما بعد إلا في مثل: "محمد إلا قائم" يجوز فيه النصب مطلقا٢. واختار رأي الأعلم الشنتمري في أن إياها في مثل: "فإذا هو إياها" مفعول مطلق على نحو ما مر بنا من توجيه الشنتمري٣، كما اختار رأي ابن خروف في أن "ما خلا" الاستثنائية موضعها نصب على الاستثناء لا حال كما ذهب السيرافي٤. وله آراء كثيرة انفرد بها، من ذلك أن إذ في مثل: "فبينما العسر إذ دارت مياسير" ظرف زمان وعاملها محذوف يدل عليه الكلام٥. وكان يذهب إلى أن عيونا في مثل: {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا} ليست تمييزا، وإنما هي حال٦. وذهب إلى أن "لو" لا تفيد الامتناع بوجه٧، وأن مثل ميل وفرسخ ليس ظرفا مبهما لأن المبهم ما ليست له حدود محصورة٨. وكان يرى أن الجملة المفسرة محلها محل الجملة التي تفسرها؛ لأنها عطف بيان منها أو بدل٩، كما كان يرى أن أصل ليس وما لنفي الحال ما لم يكن الخبر مخصوصا بزمان, فإنهما يكونان حينئذ بحسبه من المضي والحال والاستقبال مثل: {أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ} , {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} ١٠.

وابن١١ هشام الخضراوي هو أبو عبد الله محمد بن يحيى الخزرجي الأندلسي المتوفى بتونس سنة ٦٤٦ تلميذ ابن خروف، كان إماما مقدما في العربية عاكفا على تعليمها. وله شرح على إيضاح الفارسي وشرح على أبياته، وصنف فصل المقال في أبنية الأفعال، كما صنف النقض على الممتع لابن عصفور. وله آراء نحوية مختلفة في المغني والهمع يتفق في طائفة منها مع البصريين أو الكوفيين أو سابقيه


١ المغني ص٣٠٢.
٢ الهمع ١/ ١٢٣.
٣ المغني ص٩٦.
٤ المغني ص٧٧٢.
٥ المغني ص٨٨, والهمع ١/ ٢٠٥.
٦ الهمع ١/ ٢٥١.
٧ المغني ص٢٨٣، والهمع ١/ ٦٥.
٨ الهمع ١/ ١٩٩، وانظر في تعليلات له طريفة الأشباه والنظائر ١/ ٥٣، ٢٥٩.
٩ المغني ص٤٥٠، والهمع ١/ ٢٤٨.
١٠ الهمع ١/ ١١٥.
١١ انظر في ترجمة الخضراوي: بغية الوعاة ص١١٥.

<<  <   >  >>