للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْعقبَة الأولى ١

ثمَّ إِن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِي عِنْد الْعقبَة فِي الْمَوْسِم٢ سِتَّة نفر من الْأَنْصَار، كلهم من الْخَزْرَج، وهم أَبُو أُمَامَة أسعد٣ بْن زُرَارَة، وعَوْف٤ بْن الْحَارِث بْن رِفَاعَة وَهُوَ ابْن عفراء٥، وَرَافِع٦ بْن مَالك بْن العجلان. وَقُطْبَة٧ بْن عَامر بْن حَدِيدَة، وَعقبَة٨ بْن عَامر بْن نابي، وَجَابِر٩ بْن عَبْد اللَّهِ بْن رِئَاب. وَمن أهل الْعلم بالسير من بِجعْل فيهم عبَادَة١٠ بْن الصَّامِت وَيسْقط جَابر بْن عَبْد اللَّهِ بْن رِئَاب.

فَدَعَاهُمْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الإِسْلامِ، فَكَانَ من صُنْعِ اللَّه لَهُم أَنهم كَانُوا من جيران الْيَهُود، فَكَانُوا يسمعونهم يذكرُونَ أَن اللَّه تَعَالَى يبْعَث نَبيا قد أطل زَمَانه١١. فَقَالَ بَعضهم لبَعض: هَذَا وَالله الَّذِي تُهَدِّدُكُمْ بِهِ يهود فَلَا يسبقونا إِلَيْهِ. فأسلموا بِهِ


١ انْظُر فِي بيعَة تِلْكَ الْعقبَة ابْن هِشَام ٢/ ٦٩ وَابْن سعد ج١ ق١ ص١٤٥ وَمَا بعْدهَا والطبري ٢/ ٣٥٣ وَابْن سيد النَّاس ١/ ١٥٥ وَابْن كثير ٣/ ١٤٥ والنويري ١٦/ ٣١٠. والعقبة: مَوضِع على يسَار الطَّرِيق القاصد مني من مَكَّة.
٢ فِي الْمَوْسِم: أَي موسم الْحَج، وَفِيه كَانَت تُقَام الْأَسْوَاق الْمَشْهُورَة مثل سوق عكاظ، وَكَانَ الْعَرَب يفدون على مَكَّة من جَمِيع أنحاء الجزيرة، وتنزل كل قَبيلَة فِي منزل بهَا خَاص.
٣ فِي بعض الرِّوَايَات أَنه أول من بَايع الرَّسُول حِينَئِذٍ، وَأَنه أول من صلى بِالنَّاسِ الْجُمُعَة فِي الْمَدِينَة قبل أَن تصبح فَرِيضَة. وَقد لبّى نِدَاء ربه فِي السّنة الأولى لِلْهِجْرَةِ. انْظُر الِاسْتِيعَاب ص٣٩.
٤ فِي الِاسْتِيعَاب ص٥١٢ أَنه اسْتشْهد فِي غَزْوَة بدر.
٥ عفراء: هِيَ بنت عبيد بْن ثَعْلَبَة بْن عبيد بْن ثَعْلَبَة بن غنم بن مَالك بن النجار.
٦ شهد العقبتين: الأولى وَالثَّانيَِة، وَاسْتشْهدَ فِي غَزْوَة أحد، وَلم يذكرهُ ابْن إِسْحَاق فِي الْبَدْرِيِّينَ وَذكره فيهم مُوسَى بن عقبَة. انْظُر الِاسْتِيعَاب ص١٧٩.
٧ شهد الْمشَاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله، وَقتل فِي معركة صفّين، وَقيل: بل توفّي فِي خلَافَة عُثْمَان.
٨ شهد بَدْرًا وأحدا وَالْخَنْدَق وَسَائِر الْمشَاهد، وَاسْتشْهدَ فِي حروب الرِّدَّة لعهد الصّديق.
٩ شهد مَعَ الرَّسُول جَمِيع الْمشَاهد، وَقد روى المحدثون عَنهُ أَحَادِيث كَثِيرَة.
١٠ شهد مَعَ الرَّسُول الْمشَاهد كلهَا، وَوَجهه عمر إِلَى الشَّام قَاضِيا ومعلما فَأَقَامَ بحمص، ثمَّ انْتقل إِلَى فلسطين وَمَات بهَا سنة أَربع وَثَلَاثِينَ.
١١ فِي ابْن هِشَام أَنهم كَانُوا يَقُولُونَ لَهُم: إِن نَبيا مَبْعُوث الْآن فقد أطل زَمَانه، نتبعه، فنقتلكم مَعَه قتل عَاد وإرم.

<<  <   >  >>