للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل فِي دَلَائِل أمزجة أَعْضَاء الْمَنِيّ الطبيعية: عَلَامَات المزاج الْحَار ظُهُور الْعُرُوق فِي الذّكر والصفن وغلظها وخشونتها وَسُرْعَة نَبَات الشّعْر على الْعَانَة وَمَا يَليهَا وخشونته وكثرته وكثافته وَسُرْعَة الْإِدْرَاك. وَمن أحبّ معرفَة مزاج منيه فليصلح التَّدْبِير ثمَّ ليتأمل لون منيه. وعلامات المزاج الْبَارِد هِيَ خلاف تِلْكَ العلامات. وعلامات المزاج الرطب رقة الْمَنِيّ وكثرته وَضعف الإنعاظ. وعلامات المزاج الْيَابِس خلاف ذَلِك وَرُبمَا خرج الْمَنِيّ فِيهِ متخيطاً. وعلامات المزاج الْحَار الْيَابِس متانة جَوْهَر الْمَنِيّ وسبوق الشَّهْوَة بدفق عِنْد أدنى مُبَاشرَة وتذكّر وَأَن يعلق كثيرا وَتَكون شَهْوَته شَدِيدَة وسريعة وإنعاظه قَوِيا إِلَّا أَنه يَنْقَطِع عَن الْجِمَاع أَيْضا بِسُرْعَة فَإِن أفرط الْحر واليبس كَانَ قَلِيل المَاء قَلِيل الْإِنْزَال مَعَ كَثْرَة الإنتشار. وَأما الشّعْر على الْعَانَة والفخذين وَمَا يَليهَا فَيكون فِي الْحَار الْيَابِس كثيرا كثيفاً. وعلامات المزاج الْحَار الرطب يكون أَكثر منياً من الْحَار الْيَابِس لكنه أقل شعرًا وَأَقل إعلاقاً وَأَشد قُوَّة على كَثْرَة الْجِمَاع وَلَيْسَ أَكثر شَهْوَة وانتشاراً وَيكون متضرراً بترك الْجِمَاع المفرط وَيكون كثير الِاحْتِلَام سريع الْإِنْزَال. وعلامات المزاج الْبَارِد الرطب هِيَ زعر نواحي الْعَانَة وبطء الشَّهْوَة وَالْجِمَاع ورقة الْمَنِيّ وَقلة الإعلاق وبطء الْإِنْزَال وقلته. وعلامات المزاج الْبَارِد الْيَابِس هِيَ غلظ الْمَنِيّ وقلته وَمُخَالفَة. الْحَار الرطب فِي الْوُجُوه كلهَا. وعلامة الأمزجة الْغَيْر الطبيعية هِيَ عرُوض العلامات الَّتِي للطبيعة بعد مَا لم نَكُنْ وَيدل على تفاصيلة الْحس. فصل فِي مَنَافِع الْجِمَاع: إِن الْجِمَاع الْقَصْد الْوَاقِع فِي وقته يتبعهُ استفراغ الفضول وتجفيف الْجَسَد وتهيئهْ الْجَسَد للنموّ كَأَنَّهُ إِذا أَخذ من الْغذَاء الْأَخير شَيْء كالمغصوب تحركت الطبيعة للاستفاضة حَرَكَة قَوِيَّة يتبعهَا تأئير قوي وأعانها مَا فِي مثل ذَلِك مِنْهُ الاستتباع. وَقد يتبعهُ دفع الْفِكر الْغَالِب واكتساب البسالة وكظم الْغَضَب المفرط والرزانة وَله ينفع من المالنخوليا وَمن كثير من الْأَمْرَاض السوداوية بِمَا ينشط وَبِمَا يدف دُخان الْمَنِيّ الْمُجْتَمع عَن نَاحيَة الْقلب والدماغ. وينفع من أوجاع الْكُلية الامتلائية وَمن أمراض البلغم كلهَا خُصُوصا فِيمَن حرارته الغريزية قَوِيَّة لَا يثلمها خُرُوج الْمَنِيّ وَلذَلِك يفتّق شَهْوَة الطَّعَام وَرُبمَا قطع مواد أورام تحدث فِي نواحي وكل من أَصَابَهُ عِنْد ترك الْجِمَاع واحتقان الْمَنِيّ ظلمَة الْبَصَر والدوار وَثقل الرَّأْس وأوجاع الحالبين والحقوين وأورامهما فَإِن المعتدل مِنْهُ يشفيه. وَكثير مِمَّن مزاجه يَقْتَضِي الْجِمَاع إِذا تَركه برد بدنه وَسَاءَتْ أَحْوَاله وَسَقَطت شَهْوَته للطعام حَتَّى لَا يقبله أَيْضا ويقذفه. وكل من فِي بدنه بخار دخاني كثير فَإِن الْجِمَاع يُخَفف عَنهُ وينفعه ويزيل عَنهُ مَا يخافه من مضار احتقان البخار الدخاني. وَقد يعرض للرِّجَال من ترك الْجِمَاع وارتكام الْمَنِيّ وبرده واستحالته إِلَى السمّية أَن يُرْسل الْمَنِيّ إِلَى الْقلب

<<  <  ج: ص:  >  >>