فصل فِي أَوْقَات الْجِمَاع: يجب أَن لَا يُجَامع على الامتلاء فَإِنَّهُ يمْنَع الهضم ويوقع فِي الْأَمْرَاض الَّتِي توجبها الْحَرَكَة على الامتلاء إيقاعاً أسْرع وأصعب. وَإِن اتّفق لأحد فَيَنْبَغِي أَن يَتَحَرَّك بعده قَلِيلا ليستقر الطَّعَام فِي الْمعدة وَلَا يطفو ثمَّ ينَام مَا أمكنه وَأَن لَا يُجَامع على الخواء أَيْضا فَإِن هَذَا أضرّ وأحمل على الطبيعة وأقتل الْحَار الغريزي وأجلب للذوبان والدق بل يجب أَن يكون عِنْد انحدار الطَّعَام عَن الْمعدة واستكمال الهضم الأول وَالثَّانِي وتوسط الْحَال فِي الهضم الثَّالِث. وَهَذَا يخْتَلف فِي النَّاس وَلَا يلْتَفت إِلَى من يَقُول يجب أَن يكون ذَلِك بعد كَمَال الهضم من كل وَجه فَإِن ذَلِك الْوَقْت وَقت الخواء عِنْدَمَا يكون الْبدن يبتدىء فِي الامتياز وَفِي الْأَعْضَاء كلهَا بَقِيَّة من الْغذَاء فِي طَرِيق الهضم. فَمن النَّاس من يكون وَقت مثل هَذِه الْحَال لَهُ فِي أَوَائِل اللَّيْل فَيكون ذَلِك أوفق أَوْقَات جمَاعه من الْقَبِيل الْمَذْكُور وَمن جِهَة أُخْرَى وَهِي أَن النّوم الطَّوِيل يعقبه وتثوب مَعَه الْقُوَّة ويتقرر المَاء فِي الرَّحِم لنوم الْمَرْأَة. وَيجب أَن لَا يُجَامع إِلَّا على شبق صَحِيح لم يهيجه نظر أَو تَأمل أَو حكّة أَو حرقة بل إِنَّمَا هاجه كَثْرَة مني وامتلاء فَإِن جَمِيع ذَلِك يعين على صِحَة الْقُوَّة. وَيجب أَن يجْتَنب الْجِمَاع بعد التخم وَبعد الإستفراغات القوية من الْقَيْء والإسهال والهيضة والذرب الْكَائِن دفْعَة والحركات الْبَدَنِيَّة والنفسانية وَعند حَرَكَة الْبَوْل وَالْغَائِط والفصد وَأما الذرب الْقَدِيم فَرُبمَا جفّفه بتجفيفه وجذبه للمادة إِلَى غير جِهَة الأمعاء وَيجب أَن يجْتَنب فِي الزَّمَان والبلد الحارين ويجتنبه الرجل وَقد سخن بدنه أَو برد على أَنه بعد السخونة أسلم مِنْهُ بعد الْبُرُودَة وَكَذَلِكَ هُوَ بعد الرُّطُوبَة خير مِنْهُ بعد اِلييوسة. وأجود أوقاته للمعتدلين الْوَقْت الَّذِي قد جرب أَنه إِذا اسْتَعْملهُ فِيهِ بعد مُدَّة هجر الْجِمَاع فِيهَا يجد خفاً وَصِحَّة نفس وذكاء حواس. فِي الْمَنِيّ المولد وَغير المولد: إِن مني السَّكْرَان وَالشَّيْخ وَالصَّبِيّ وَالْكثير الْجِمَاع لَا يولّد ومني مؤوف الأغضاء قَلما يُولد سليما. قَالَ وَإِذا طَال الْقَضِيب جدا طَالَتْ مَسَافَة حَرَكَة الْمَنِيّ فَوَافى الرَّحِم وَقد انْكَسَرت حرارته الغريزية فَلم يُولد فى أَكثر الْأَمر. فِي عَلامَة من جَامع: يكون بَوْله ذَا خطوط وَشعب مختلطة بَعْضهَا بِبَعْض. فصل فِي نُقْصَان الباه: إِمَّا أَن يكون السَّبَب فِي الْقَضِيب نَفسه أَو فِي أَعْضَاء الْمَنِيّ أَو فِي الْأَعْضَاء الرئيسة وَمَا يَليهَا أَو فِي الْعُضْو الْمُتَوَسّط بَين الرئيسة وأعضاء الْجِمَاع أَو بِسَبَب أَعْضَاء مجاورة مَخْصُوصَة أَو بِسَبَب قلَّة النفخ فِي أسافل الْبدن أَو قلته فِي الْبدن كُله. فَأَما الْكَائِن بِسَبَب الْقَضِيب نَفسه فسوء مزاج فِيهِ واسترخاء مفرط. وَأما الْكَائِن بِسَبَب الآنثيين وأعية الْمَنِيّ فإمَّا سوء مزاج مُفْرد مفرط أَو مَعَ يبس وَهُوَ أردأ أَو يكون المستولي اليبس وَحده وَقد يكون لقلَّة حَرَكَة الْمَنِيّ وفقدانه للذع المهيج
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute