حَتَّى إِن قوما رُبمَا كَانَ فيهم مني كثير وَإِذا جامعوا لم ينزلوه لجموده ويحتلمون مَعَ ذَلِك الامتلاء لَيْلًا لِأَن أوعيه الْمَنِيّ تسخن فيهم لَيْلًا فيسخن الْمَنِيّ ويرق. وَأما الْكَائِن بِسَبَب الْأَعْضَاء الرئيسة فإمَّا من جِهَة الْقلب فتنقطع مَادَّة الرّوح وَالرِّيح الناشرة وَإِمَّا من جِهَة الكبد فتنقطع مَادَّة الْمَنِيّ وَإِمَّا من جِهَة الدِّمَاغ فتنقطع مَادَّة الْقُوَّة الحساسة أَو من جِهَة الْكُلية وبردها وهزالها وأمراضها الْمَعْلُومَة أَو من جِهَة الْمعدة لسوء الهضم. وكل ذَلِك إِمَّا بِسَبَب ضعف المبدأ وَإِمَّا بِسَبَب انسداد المجاري بَينه وَبَين أَعْضَاء الْجِمَاع. وَكَثِيرًا مَا يكون الضعْف الْكَائِن بِسَبَب الدِّمَاغ تَابعا لسقطة أَو ضَرْبَة. وَأما السَّبَب الَّذِي بِحَسب الآسافل فإمَّا أَن تكون بَارِدَة وَإِمَّا حارة جدا أَو يابسة المزاج فيعدم فِيهَا النفخ. والنفخ نعم الْمعِين حَتَّى إِن من يكثر النفخ فِي بَطْنه من غير إفراط مؤلم فَإِنَّهُ ينعظ وَأَصْحَاب السَّوْدَاء كثيرو الإنعاط لِكَثْرَة نَفَخَهُمْ. وَأما السَّبَب فِي المجاورات فَمثل مَا يعرض لمن قطعت مِنْهُ بواسير أَو أصَاب مقعدته ألم فأضر ذَلِك بالعصب الْمُشْتَرك بَين المقعدة وعضلها وَبَين الْقَضِيب. وَمِمَّا يوهن الْجِمَاع ويعوقه أُمُور وهميه مثل بغض المجامع أَو احتشامه أَو سبوق استشعار إِلَى الْقلب عَن الْجِمَاع وعجزه وخصوصاً إِذا اتّفق ذَلِك وقتا مَا اتِّفَاقًا فَكلما وَقعت المعاودة تمثل ذَلِك فِي الْوَهم. وَقد يكون السَّبَب فِي ذَلِك ترك الْجِمَاع ونسيان النَّفس لَهُ وانقباض الْأَعْضَاء عَنهُ وَقلة احتفال من الطبيعة بتوليد الْمَنِيّ كَمَا لَا يحتفل بتوليد اللَّبن فِي الفاطمة. وَاعْلَم أَن الإنعاظ سَببه ريح تنبعث عَن مني أَو غير مني وَالْبرد وَالْحر جَمِيعًا مضادان للريح فَإِن الْبرد يمْنَع تولدها وَالْحر يحلل مادتها وَلَيْسَ تولدها كالرطوبة المعتدلة والحرارة الَّتِي تكون بِقَدرِهَا. وَمِمَّا يعين فِي ذَلِك ركُوب الْخَيل على الْقَصْد وَلمن اعتاده وَلمن كليته وَمَا يَليهَا رطبَة أَو مَعَ ذَلِك بَارِدَة. وَأما من كَانَ يَابِس مزاج الْكُلية حاره وَلم يَسْتَعْمِلهُ أَيْضا باعتدال فَهُوَ لَهُ ضار وَيُورث العقم. فصل فِي العلامات: أما الْكَائِن لاسترخاء الْقَضِيب أَو برد مزاج عصب فَيعرف من أَن لَا يكون انتشار وَلَا يَتَقَلَّص فِي المَاء الْبَارِد وَرُبمَا كَانَ مني كزير سهل الْخُرُوج وَرُبمَا كَانَ إِنْزَال بِلَا انتشار وَرُبمَا كَانَ مَعَه نحافة الْبدن وَضَعفه وَلَا يكون فِي الشَّهْوَة نُقْصَان. وَأما الْكَائِن بِسَبَب الخصية وأعضاء الْمَنِيّ فَإِن كَانَ لبردها دلّ عَلَيْهِ عسر خُرُوج الْمَنِيّ لَا عَن قلَّة وَبرد اللَّمْس. وَإِن كَانَ ليبسها وَقلة الْمَنِيّ فَإِن الْمَنِيّ يكون قَلِيلا عسر الْخُرُوج ويكن أَكْثَره مَعَ نحافة الْبدن وَقلة اللَّحْم وَالدَّم وَيكون الترطيب مِمَّا يَنْفَعهُ أَعنِي من الاستحمامات والأغذية. وَأما الْكَائِن بِسَبَب الْأَعْضَاء الْمُتَقَدّمَة على أَعْضَاء الْجِمَاع فَإِن كَانَ من الكبد والكلية قلت الشَّهْوَة بل لم يكن الهضم والشهوة وتولد الدَّم على مَا يَنْبَغِي وَإِن كَانَ من الْقلب قل الإنتشار وَرُبمَا كَانَ إِنْزَال بِلَا انتشار وَكَانَ النبض ضَعِيفا لينًا وحرارة الْبدن نَاقِصَة وَإِن كَانَ من الدِّمَاغ قل حس حَرَكَة الْمَنِيّ وَلم تكن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute