للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اجتماعت يوما بنو هاشم عند معاوية فأقبل عليهم فقال: يا بني هاشم والله إن خيري لكم لممنوح وإن بابي لكم لمفتوح وقد نظرت في أمري وأمركم فرأيت أمرا مختلفا إنكم ترون أنكم أحق مني بما في يدي فإذا أعطيتكم عطية فيها قضاء حقوقكم قلتم أعطانا دون حقنا وقصر بنا عن قدرنا هذا مع إنصاف قائلكم وإسعاف سائلكم فأقبل عليه ابن عباس رضي الله عنهما وكان جريئا عليه فقال والله ما منحتنا شيئا حتى سألناه ولا فتحت لنا بابا حتى قرعناه وأما هذا المال فما لك منه إلا ما لرجل واحد من المسلمين ولولا حقنا في هذا المال لم يأتك منا أثر تحمله خف ولا حافر وأما حربنا إياك بصفين فعلى تركك الحق وادعائك الباطل أكفاك أم أزيدك قال كفاني.

وقال الشعبي قال ابن الزبير يوما لابن عباس قاتلت أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أما أم المؤمنين فأنت أخرجتها أنت وأبوك وخالك وبنا سميّت أم المؤمنين فأنت أخرجتها أنت وأبوك وخالك وبنا سميّت أم المؤمنين وكنا لها خير بنين وقاتلت أنت وأبوك عليّاً فإن كان مؤمنا ضللتم بقتال المؤمنين وإن كان علي كافرا فقد بؤتم بسخط من الله بفراركم من الزحف.

وذكر صاحب العقد أن عبد الله بن الزبير تزوج امرأة من فزارة يقال لها أم عمرو فلما دخل بها قال هل تدرين من معك قالت نعم عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد قال ليس هذا قالت فأي شيء تريد قال: معك من أصبح في قريش كمنزلة الرأس من الجسد لا بل العينين من الرأس قالت أما والله لو أن بعض الهاشميين حضرك قال خلافا لقولك قال فالطعام والشراب علي حرام حتى أحضر الهاشميين وغيرهم ولا يستطيعون لذلك إنكارا قالت إن أطعتني لم تفعل فأنت أعلم بشأنك فخرج من المجلس فإذا بحلقة فيها جماعة من قريش وفيها من بني هاشم عبد الله بن عباس رضي الله عنه وعبد الله بن الحرث بن عبد المطلب فقال لهم ابن الزبير إني أحب أن تنطلقوا معي إلى منزلي فقام القوم بأجمعهم حتى وقفوا على باب بيته فقال ابن الزبير يا هذه اطرحي عليك سترك ثم أذن للقوم فلما أخذوا مجالسهم دعا ابن الزبير بالمائدة فتغدى القوم فلما فرغوا قال ابن الزبير إنما جمعتكم لحديث ردته علي صاحبة هذا الستر وزعمت أن لو كان بعض بني هاشم حاضرا ما اقر لي بما قلت وقد حضرتم جميعا والحديث الذي ردته علي قلت لها ليلة الدخول بها وأنا معها في خدرها إن معك من أصبح في قريش بمنزلة الرأس من الجسد لا بل العينين من

<<  <  ج: ص:  >  >>