للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعجلك قال أوثر أصحابي بحياة ساعة فتحير السياف ونما الخبر إلى الخليفة فردهم إلى القاضي ليعرف أحوالهم فألقى القاضي على أبي الحسن الثوري مسائل فقهية فأجاب عن الكل ثم أخذ يقول إن لله عباداً إذا قاموا قاموا بالله وإذا نطقوا نطقوا بالله وسرد حتى بكى القاضي فأرسل إلى الخليفة إن كان هؤلاء زنادقة فما هو وجه الأرض مسلم فأكرمهم وأطلقهم.

ومن المروي عن أحمد بن أبي داود القاضي أنه قال ما رأيت رجلاً عرض على الموت فلم يكترث به إلا تميم بن جميل الخارجي كان قد خرج على المعتصم ورأيته قد جيء به أسيراً فأدخل عليه في يوم موكب وقد جلس المعتصم للناس مجلساً عاما ودعا بالسيف والنطع فلما مثل بين يديه نظر المعتصم فأعجبه شكله وقده ورآه يمشي إلى الموت غير مكترث به فأطال الفكرة فيه ثم استنطقه لينظر في عقله وبلاغته فقال يا تميم إن كان لك عذر فأت به فقال أما إذا أذن أمير المؤمنين جبر الله به صدع الدين ولمَّ به شعث المسلمين وأخمد شهاب الباطل وأنار سبل الحق فالذنوب يا أمير المؤمنين تخرس الألسن وتصدع الأفئدة وأيِّمِ الله لقد عظمت الجريمة وانقطعت الحجة وساء الظن ولم يبق إلا العفو وهو الأليق بشيمتك الطاهرة ثم أنشد:

<<  <  ج: ص:  >  >>