ارى الموت بين السيف والنطع كامناً ... يلاحظني من حيثُ لا أتلفَّتُ
وأكثر ظنيّ أنك اليوم قاتلي ... وأيُّ امرىءٍ مما قضى الله يفلت
ومن ذا الذي يأتي بعذرٍ وحجةٍ ... وسيف المنايا بين عينيه مُصْلَت
وما جزعي من أن أموت وإنني ... لأعلم أنّ الموت شيءٌ موقّت
ولكن خلفي صبيةً قد تركتهم ... وأكبادُهُم من حسرةٍ تتفتَّت
كأنيّ أراهم حين أُنعى إليهمُ ... وقد لطموا تلك الخدود وصوّتوا
وإن عشت عاشوا سالمين بغبطةٍ ... أذود الردى عنهم وإن متُّ موِّتوا
وكم قائلٍ لا يبعد الله داره ... وآخر جذلان يسرُّ ويشمت
قال فبكى المعتصم وقال ابن من البيان لسحراً ثم قال كاد والله يا تميم أن يسبق السيف العذل وقد وهبتك لله ولصبيتك وأعطاه خمسين ألف درهم.
ومن لطائف المنقول من المستجاد أنه كان بين غسان بن عباد وبين علي بن عيسى القمر عداوة عظيمة وكان علي بن عيسى ضامنا أعمال الخراج والضياع ببلده فبقيت عليه بقية مبلغها أربعون ألف دينار فألح المأمون عليه بطلبها