للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذلك إلى العشير وقد استحل في ذي الحجة المحرم وحمل كل قيسيٍّ يمانيا، وتقدم فخرج النساء وقد أنكرن منهم هذا الأمر العسير فقلت:

وغير بدعٍ للنسا ... ء إذا تنكّرن العشير

وتصفحت بعد ذلك فاتحة باب النصر فعوذته بالإخلاص وزدت لله شكرا وحمدا، وتأملت أهل الباب وهم يتلون لأهل البلد في سورة الفتح وللمحاصرين وجعلنا من بين أيديهم سدّاً، كم طلبوا فتحه فلم يجدوا لهم طاقة وضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب، ونظرت إلى ما تحت القلعة من أسواق التجار فوجدت كلا قد محت النار آثاره وأهله يتلون قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة، فمنهم من همُّ شأنه على صاحبته وبنيه، وآخر قد استغنى بشأن نفسه فهم كما قال الله لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه، فوقفت أنشد في تلك الأسواق وقد شعرت:

ألا موتٌ يباع فأشتريه

ونظرت إلى المؤمنين الركع السجود وهم يتلون على من ترك في بيوتهم أخدودا من وقود النار، وقعد لحربهم في ذلك اليوم المشهود قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود، هذا وكم مؤمن قد خرج من دياره حذر الموت

<<  <  ج: ص:  >  >>