للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأسنة قد ظمئت إلى موارد القلوب وتشوقت إلى الإرتواء من قلبها، والحماة ما منهم إلاّ من استظهر بإمكان قوته وقوة إمكانه والأبطال ليس فيهم من يسأل عن عدد عدوه بل عن مكانه.

ومثله في الحسن ما كتبت به جواباً عن مولانا السلطان الملك المؤيد سقى الله ثراه إلى قرا يوسف ملك العراق يتضمن خطاب الإيناس نظير ما خطب في مكاتبته.

فمن الجواب قولي: وهذه ألفة خولتنا في نعم الله وزمام الأخوة منقاد إلينا، وقد تعين على المقران يقول أنا يوسف وهذا قد من الله علينا، وقد سرتنا الإشارة الكريمة بالتمكن من أرض العدا ومطابقة الطول بالعرض وهذا الأسم قد شملته العناية قديما بقوله تعالى: وكذلك مكنا ليوسف في الأرض وأما قرا عثمان فقل سيوفنا ما غمضت عنه في أجفانها، وأنامل أسنتنا ما ذكرت توبته إلا شرعت في جس عيدانها، وجوارح سهامنا من برحت تنفض ريش أجنحتها للطيران إليه، وإن كان معنى سافلاً فلا بد لأجل المقرّ أن نخيم عليه، وينزل سلطان قهرنا بأرضه ويغرس فيها عيدان المران، وإن كانت من الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولم يهمل إلا لإشغال الدولتين بالدخول في تطهير الأرض من الخارج وإيقاع

<<  <  ج: ص:  >  >>