كلمة بليغة واشتركا في وصف المتكلم بهما فيقال متكلم فصيح بليغ.
فمن الإنشاء البليغ الفصيح قول عبد الحميد عند ظهور الخراسانية بشعار السواد: فاثبتوا ريثما تنجلي هذه الغمرة وتصحوا من هذه السكرة فسينصب السيل وتمحى آية الليل.
ومثله قول أبي نصر العتبي: دبَّ الفشل في تضاعيف أحشائهم وسرى الوهن في تفاريق أعضائهم فجيوب الأقطار عنهم مزرورة مجرورة.
ومثله قول الصابئ نزع به شيطانه وامتدت في الغيّ أشطانه.
ومثله قول بديع الزمان: كتابي إلى البحر وإن لم أره فقد سمعت خبره والليث وإن لم ألقه فقد تصورت خلقه ومن رأى من السيف أثره فقد رأى أكثره.
ومثله قول القاضي الفاضل ووافينا قلعة نجم وهي نجم في سحاب وعقاب في عقاب وهامة له الغمام عمامه وأنملة إذا خضبها الأصيل كان الهلال له قلامه.
قلت ويعجبني في هذا الباب من انشاء الشهاب محمود قوله في وصف مقدم سرية: كَشْفُ الأزار في مقاصده أخف من وطأة ضيف، وفي مطالبه أخفى من زورة طيف، وفي تنقله أسرع من سحابة صيف وأروع للعدا من سلَّة سيف.
ومثله في الحسن قوله في صدر مثال شريف سلطاني: أصدرناها والسيوف قد أنفت من الغمود ونفرت من قِرَبها،