للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما في نفسك والأصل تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما عندك لأن الحق تعالى وتقدس لا تستعمل لفظة النفس في حقه إلا أنها استعملت هنا للمماثلة والمشاكلة كما تقدم.

ومنه قوله تعالى ومكروا ومكر الله والأصل وأخذهم الله.

وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: فإن الله لا يملُ حتى تملوا الأصل فإن الله لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا من مسئلته فوضع لا يمل موضع لا يقطع لأجل المشاكلة وهو مما وقع فيه لفظه المشاكلة أولاً.

ومنه قول الشاعر:

قالوا اقترحْ شيئاً نجد لك طبخه ... قلت اطبخوا لي جبّةً وقميصا

أراد خيّطوا لي جبة وقميصا وذكره بلفظ اطبخوا لوقوعه في صحبة طبخة انتهى.

قلت ومن غايات الإنشاء البلاغة في المقاصد والبلاغة هي أن يبلغ المتكلم بعبارته كنه مراده مع إيجاز بلا اخلال وإطالة من غير املال.

والفصاحة خلوص الكلام من التعقيد وقيل البلاغة في المعاني والفصاحة في الألفاظ. يقال معنى بليغ ولفظ فصيح والفصاحة خاصة تقع في المفرد يقال كلمة فصيحة ولا يقال كلمة بليغة ففصاحة المفرد خلوصه من التعقيد وتنافر الحروف والفصاحة أعم من البلاغة لأن الفصاحة تكون صفة الكلمة والكلام يقال كلمة فصيحة وكلام فصيح والبلاغة لا يوصف بها إلا الكلام فيقال كلام بليغ ولا يقال

<<  <  ج: ص:  >  >>