للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

.. سقتك الغوادي مربعاً ثم مربعا

فيا قبر معنٍ كنت أول حُفرةٍ ... من الأرض خطَّت للمكارم مضجعا

ويا قبر معنٍ كيف واريت جوده ... وقد كان منه البرُّ والبحر مترعا

ولكن حويت الجود والجود ميّتٌ ... ولو كان حيّا ضقت حتى تصدّعا

وما كان إلاّ الجود صورة وجهه ... فعاش ربيعاً ثم ولىّ فودّعا

فلما مضى معنٌ مضى الجود والندى ... وأصبح عرنين المكارم أجدعا

فأطرق الحسين وقال يا أمير المؤمنين وهل معن إلا حسنة من حسناتك فرضي عنه وأمر له بألفي دينار.

قال سعيد بن مسلم لما ولَّى المنصور معن بن زائدة أذربيجان قصده قوم من أهل الكوفة فلما صاروا ببابه استأذنوا عليه فدخل الآذن فقال أصلح الله الأمير وفد من أهل العراق قال من أي أهل العراق قال من الكوفة قال ائذن لهم فدخلوا عليه فنظر إليهم معن في هيئة مزرية ووثب على أريكته وأنشد يقول:

إذا نوبةٌ نابت صديقك فاغتنمْ ... ترقُّبها فالدهر بالناس قالبُ

فأحسنُ ثوبيك الذي هو لابسٌ ... وأفره مهريك الذي هو راكب

وبادرْ بمعروفٍ إذا كنت قادراً ... زوال اقتدارٍ فهو عنك يعاقب

قال فوثب إليه رجل من القول فقال أصلح الله الأمير ألا أنشدك أحسن من هذا قال لمن قال لابن عمك هرمة قال هات

<<  <  ج: ص:  >  >>