فقال معن أحسنت والله وإن كان الشعر لغيرك يا غلام اعطهم أربعة آلاف يستعينون بها على أمورهم إلى أن يتهيأ لنا فيهم ما نريد الغلام اجعلها دنانير أم دراهم فقال معن والله لا تكون همتك أرفع من همتي.
مدح مطيع بن أياس معن بن زائدة فقال له معن إن شئت مدحتك وإن شئت أثنيتك فاستحي من اختيار الثواب وكره اختيار المدح فقال:
ثناءٌ من أميرٍ خيرُ كسبٍ ... لصاحب مغنمٍ وأخي ثراءٍ
ولكنَّ الزمان برى عظامي ... وما مثل الدراهم من داوء
فأمر له بألف دينار.
ولما قدم معن بن زائدة أتاه الناس فأتاه ابن جحفة فإذا المجلس غاص بأهله فدق بعصاه الباب ثم قال:
وما أحجم الأعداء عنك تقيَّةً ... عليك ولكن لم يروا فيك مطمعا
له راحتان الجود والحتف فيهما ... أبا الله إلا أن يضرَّ وينفعا
فقال معن تحكم يا ابا السمط فقال عشرة الاف فقال معن ونزيد له ايضاً.
أتى أعرابي إلى معن بن زائدة ومعه نطع فيه صبي حين ولد فاستأذن عليه فلما دخل جعل الصبي بين يديه وقال:
سَمَّيَت معناً بمعنٍ ثم قلت له ... هذا سميُّ فتىً في الناس محمودِ