فهلا تيممت قبة أكبر من هذه وأعظم قال: أيتهن تعني قال قبة الأمير بن الأشعث قال تلك لايوصل إليها قال ان هذه أمنع منها فقال الأعرابي ما أسمك يا عبد الله قال آخذ فقال وما تعطي قال أكره أن يكون لي إسمان قال بالله من أين أنت قال من الأرض قال فأين تريد قال أمشي في مناكبها فقال الأعرابي وهو يرفع رجلاً ويضع أخرى من شدة الحر أتقرض الشعر قال إنما يقرض الشعر الفأر فقال أفتسجع قال إنما تسجع الحمامة فقال يا هذا ائذن لي أن أدخل قبتك قال خلفك أوسع لك فقال قد أحرقتني الشمس قال مالي عليها من سلطان قال الرمضاء أحرقت قدمي قال بل عليها تبرد فقال أني لا أريد طعامك ولا شرابك قال لاتتعرض لما لا تصل إليه ولو طلعت روحك فقال الأعرابي سبحان الله قال نعم من قبل أن تطلع أضراسك فقال الأعرابي ما رأيت رجلاً أقسى منك أتيتك مستغيثاً فحجبتني وطردتني هلا أدخلتني وطارحتني القريض قال مالي بمحادثتك من حاجة فقال الأعرابي بالله ما أسمك ومن أنت فقال أنا
الغضبان ابن القبعثري فقال اسمان منكران خلقا من غضب قال قف متوكئاً على باب قبتي برجلك هذه العوجاء فقال قطعها الله أن لم تكن خيراً من رجلك هذه الشنعاء فقال الغضبان لو كنت حاكماً لجرت في حكومتك لأن رجلي في الظل قاعدة ورجلك في الرمضاء قائمة فقال الأعرابي أني لأظنك حرورياً قال اللهم اجعلني ممن يتحرى الخير ويريده فقال أني لا أظن عنصرك فاسداً قال ما أقدرني على إصلاحه فقال الإعرابي لا أرضاك الله ولا حياك ثم ولى وهو يقول: ن ابن القبعثري فقال اسمان منكران خلقا من غضب قال قف متوكئاً على باب قبتي برجلك هذه العوجاء فقال قطعها الله أن لم تكن خيراً من رجلك هذه الشنعاء فقال الغضبان لو كنت حاكماً لجرت في حكومتك لأن رجلي في الظل قاعدة ورجلك في الرمضاء قائمة فقال الأعرابي أني لأظنك حرورياً قال اللهم اجعلني ممن يتحرى الخير ويريده فقال أني لا أظن عنصرك فاسداً قال ما أقدرني على إصلاحه فقال الإعرابي لا أرضاك الله ولا حياك ثم ولى وهو يقول:
لا بارك الله في قومٍ تسودهم ... إنّي أظنُّك والرحمن شيطانا
أتيت قبته أرجو ضيافته ... فأظهر الشيخ ذو القرنين حرمانا
فلما قدم الغضبان على الحجاج وقد بلغه الجاسوس ما جرى بينه وبين ابن الأشعث وبين الأعرابي قال له الحجاج يا غضبان كيف وجدت أرض كرمان قال أصلح الله الأمير أرضا يابسة الجيش بها ضعاف هزلاء أن كثروا جاعوا وإن قلوا ضاعوا فقال له الحجاج ألست صاحب الكلمة التي بلغتني إنك قلتها لابن الأشعث تغدَّ بالحجاج قبل أن يتعشى بك فوالله لأحبسنك عن الوساد ولأنزلنك عن الجياد ولأشهرنك في البلاد قال الأمان أيها الأمير فوالله ما ضرَّت من قيلت فيه ولا نفعت من قيلت له فقال له ألم أقل لك كأني بصوت خلاخلك تجلجل في قصري هذا اذهبوا به إلى السجن فذهبوا به فقيد وسجن فمكث ما شاء الله ثم أن الحجاج ابتنى الخضراء بواسط فأعجب بها فقال لمن حوله كيف ترون قبتي هذه وبناءها فقالوا أيها الأمير إنها حصينة