تعرض الإمام محمد بن عبد الوهاب للسب والشتم والأذى في ترحاله في طلب العلم في الحرمين الشريفين وفي البصرة والاحساء، وتعرض لما هو شد منه لما جهر بدعوته في حريملاء بل تجاوز الأمر ذلك إلي محاولة اغتياله من أوباش الناس ومواليهم في حريملاء، تسلقوا عليه بيته ليقتلوه صبرا، وتعرض للطرد والقتل من أمير العيينة عثمان بن معمر بعد أن تلقى تهديدا من قائد الاحساء بشأنه ودخل الدرعية خائفا على نفسه مجازفا بحياته ثم إنه تعرض لهجمة شرسة من علماء الرياض وبعض مدن وقرى نجد ورمي بعظائم الأمور. وقيل إنه مارق من الدين وخارج عن الجماعة ومفرق للأمة ومكفر لأهل الإسلام ومعاد للأولياء الصالحين ولا يجب النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من الاتهامات الباطلة، وقد أصابت أهل الدرعية عند مجيئه شدة في العيش وضيق في الرزق فصبروا على ذلك ومضوا في دعوته.
ثم إنه تألب عليهم أهل نجد فغزوهم وحاربوهم بالسلاح، فصبروا على ذلك وقاموا برد العدوان وقدموا خيرة رجال الدرعية من آل سعود وآل الشيخ وبقية أسر الدرعية وغيرهم من أهل التو حيد. ولم يثن ذلك لهم عزما حتى أظهر الله دينه في نجد وكبح جماح أعدائه. ثم كان في حملة الأتراك بقيادة إبراهيم باشا من البلاء والاختبار لهذه الدعوة ما لا مزيد عليه، فصبروا وصابروا وقدموا في ذلك أثمن ما يملكون نفوسهم وأموالهم وبلادهم ولم يترددوا في شيء من ذلك مع ما كان في هذه الحملة من بطش ونكاية وظلم وغدر يعجز القلم عن وصفه.
وهذا الابتلاء والامتحان لم يكن أمرا غير متوقع بل إن برنامج الإمام التربوي يقضي بالاستعداد لمواجهة الأذى وتوطين النفس على الصبر عليه ومواجهة الأذى بالشجاعة والصبر والاحتساب.
وفي كتاب الإمام إلى أحد علماء المدينة المنورة قال رحمه الله:"فإن سألت عن سبب الاختلاف الذي هو بيننا وبين الناس فما اختلفنا في شيء من شرائع الإسلام من صلاة وزكاة وصوم وحج وغير ذلك ولا في شيء من المحرمات"..إلى أن قال