ومبادئ الدعوة الإصلاحية قد تضمنت جوانب الحياة كلها والاهتمام بالفرد ذكرا كان أو أنثى فردا أو جماعة.
ومؤلفات الشيخ شملت أصول الدين وفروعه ومسائل متفرقة في العبادة والمعاملات والقضاء وفض المنازعات وغيرها.
والقيادة السياسية التي أقامتها هذه الدعوة عنت بجوانب الحياة كلها عقيدة وشريعة وسلوكا ونظام حياة متكاملة مراعى فيها حق الفرد والجماعة وواجب كل منهما ورعاية أمور الدين والدنيا جميعا.
٣- أنها تربية متكاملة:
فهي لا تعني بتربية الروح على حساب العقل أو بتربية العقل على حساب الوجدان ولكنها تربية متكاملة تتناول جوانب الشخصية من جميع الجهات، فهي تعني بالعقل إذ تغذيه بالعلم وتحركه بدعوتها إلى التفكير والتدبير في آيات الله ومخلوقاته وعظمته، وتعني بالروح وتزودها بالطاعات وتأدية فرائض رب العالمين وتغذي الوجدان بتنمية روح المحبة والتعاون مع المؤمنين في الطاعة والكره للمعاصي وأهلها والبدع والمكبين عليها وهي تهتم بتكوين الفرد الصالح والمجتمع الفاضل والأمة القوية والقيادة الراشدة.
فمدرسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومؤلفاته وآثاره في منهاجه التربوي العام أو التعليم المتخصص عنيت عناية تامة بالنص الشرعي وفهم مراد الله منه على ضوء فهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان، ودلالة اللسان العربي وجعله هو الأصل الذي يقاس به أفعال الناس وتصرفاتهم وتوزن به آراء الرجال وتحرير العقول من التقليد الأعمى والتعصب للمذهب والشيخ والطريقة والرد عند التنازع إلى الكتاب والسنة وفي ذلك يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالته إلى إسماعيل الجراعي في اليمن فيما نسب إلى الشيخ محمد بأنه لا يعمل بكتب المتأخرين من الفقهاء فقال: "وأما المتأخرون رحمهم الله فكتبهم عندنا فنعمل بما وافق النص