والجمعية لا تزال قائمة وتمارس نشاطها ولكن بدرجة أقل من ذي قبل، فهي تصدر فقط كتابا وأحدا سنويا بعد أن كانت تصدر في كل عام عدة كتب.
ومن هذه العرض السريع لأثر الدعوة الإصلاحية في نجد على الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي في مشرقه ومغربه على السواء فإن من الأمانة العلمية أن يقال بأن هذه الحركات كلها تالية لحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومتأخرة عنها تاريخيا.
وليس بالضرورة أن كل هده الدعوات الإصلاحية التي مر ذكرها وغيرها قد تأثرت تأثرا مباشرا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأنها صورة عنها إذ أن في هذه الحركات الإصلاحية من تختلف في منهجها وأسلوبها وأنماط سلوك المنضمين تحت لوائها عن منهج حركة الإصلاح في نجد.
فإذا كانت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب سلفية النزعة شديدة المفاصلة مع الخصوم على اختلاف مشاربهم من الصوفيين وأصحاب الطرق وسدنة القبور وغيرهم فإن في الدعوات التي مر ذكرها آنفا من يختلف في منهاجه وطريقة عمله مع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نجد. فالمهدية في السودان والسنوسية في ليبيا ٠٠وغيرها من حركات الإصلاح كان لها نزعة صوفية واضحة ولها تعاون وثيق مع أصحاب الطرق والزوايا والتكايا الصوفية.
ولكن الجميع يتفقون مع دعوة الإصلاح في نجد في المعانات الشديدة من سوء الأحوال في مختلف البلاد الإسلامية بعد ضعف الخلافة الإسلامية في بداية العصر الحديث، ويتفقون في وجوب الإصلاح واتخاذ الإسلام طريقا في أن يكون الإصلاح دينيا وسياسيا معا.
وليس بالضرورة أن هذه الحركات كلها امتداد لتلك الحركة ونقلا مباشرا عنها، وإن كان بعضها الآخر يظهر تأثرها المباشر بالحركة الإصلاحية في نجد واتفاقها معها في الطريقة والمنهج وخاصة ما يعرف بأنصار السنة المحمدية في مصر والسودان