للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في بندها الأول الاستجابة لدعوة الجهاد في سبيل الله. فقد اشترط الإمام محمد ين سعود على إمام الدعوة شرطين، يقول ابن بشر رحمه الله: "فلما تحقق – محمد بن سعود - معرفة التوحيد وعلم ما فيه من المصالح الدينية والدنيوية قال له يا شيخ إن هذا دين الله ورسوله الذي لاشك فيه وأبشر بالنصرة لك ولما أمرت به من الجهاد لمن خالف التوحيد. ولكن أريد أن أشترط عليك اثنتين:

نحن إذا قمنا في نصرتك والجهاد في سبيل الله وفتح الله لنا ولك البلدان أخاف أن ترحل عنا وتستبدل بنا غيرنا.

والثانية أن لي على الدرعية قانونا آخذه منهم في وقت الثمار وأخاف أن تقول لا تأخذ منهم شيئا. فقال الشيخ أما الأولى فأبسط يدك الدم بالدم والهدم بالهدم.

وأما الثانية فلعل الله أن يفتح لك الفتوحات فيعوضك الله من الغنائم ما هو خير منها"١

فهذه النصوص التاريخية تدل على أن هذه الدعوة الإسلامية الإصلاحية التجديدية قد اعتمدت مبدأ الجهاد في سبيل الله منذ فجر تاريخها وأنها تبدأ بالدعوة السلمية وتشرح للناس أهدافها ومبادئها وما تنكره من الأفعال الناس وتصرفاتهم مما يتصل بالشرك بالله والابتداع في الدين واستغلال الناس من قبل الأمراء وعلماء السوء وتقرير التوحيد. فمن أجابها ودخل في طاعتها وطاعة أميرها كف عنه ومن عارضها وحرض عليها أو دعا الناس لمحاربتها بعد تعريفه بحقيقتها أعلنت الجهاد عليه.

ولم تكن إمارات نجد تعرف الجهاد بهذا المعنى ولا عهد لها به بل كل بلد في الأعم الأغلب تقصر نشاطها على رد العدوان عليها ومدافعة من يعتدي عليها في مالها أو أفرادها ومن هذه الإمارات إمارة الدرعية. كذلك فإنه لا عهد لهم بالمغازي والغارات قبل قيام هذه الدعوة وكانوا في حالة من الضعف وقلة الرجال والعتاد والخبرة القتالية شديدة، يقول ابن بشر في تاريخه: "ثم إن الشيخ كاتب أهل البلدان


١ عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر ج ١ص ١٢.

<<  <   >  >>