للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} الآية إلى قوله تعالى: {أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ١

كما قرره في الرسالة التي بعث بها إليه الشيخ محمد بن فارس وذكر فيها نواقض الإسلام العشرة وذكر الناقض الثامن بقوله: "الثامن مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ٢ وأكدها في الرسالة التي بعث بها إلى كل من عبد الله بن علي ومحمد بن جماز إذ قال رحمه الله فيها ما نصه: "وأهل القصيم غارهم أن ما عندهم قبب ولا سادات ولكن أخبرهم أن الحب والبغض والموالاة والمعادة لا يصير للرجل دين إلا بها"٣

وموالاة أعداء الله على درجات منها ما يوجب الكفر ويوقع في الردة عن الدين ومنها ما يكون أدنى من ذلك ويعتبر من كبائر الذنوب التي يتعرض صاحبها للوعيد الشديد والعقاب الأليم. وقد اهتمت هذه الدعوة الإصلاحية بتقرير هذا المبدأ وإقامة الدليل عليه من الكتاب والسنة ووضعه في موضعه الصحيح من الدين وعملت على إشاعة معرفة حكم هذا بين الناس الخاص منهم والعام، وأنه لا يكمل الإيمان والدين ولا يتحقق التوحيد على الصورة المطلوبة إلا بالأخذ به. كما مارسته في حياتها وأعلنته للناس وأخذت بمقتضاه وتركت أساليب المجاملات والمداهنات في الدين جانبا وحددت سمات كل من حزب الله وحزب الشيطان، وبينت حكم موالاة كل منهما وموقفه من الدين ليختار المرء طريقه في الحياة عن علم وعلى بينة من أمره. وكان هذا المبدأ أكبر معين على استنهاض همم المؤمنين بالدعوة وإعلان مواقفهم منها ومن خصومها، وتطبيق ذلك عملا في كل الميادين التي تتطلبها هذه الحركة


١ سورة المجادلة الآية ١٩.
٢ سورة المائدة الآية ٥١.
٣ القسم الخامس من مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب الرسائل الشخصية ص ٢١٣.

<<  <   >  >>