للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإحساء، فقد أذعن ابن معمر لتهديده، وأمر الشيخ بالخروج١ إلى أي بلد يشاء، فاختار الدرعية لقربها من ناحية، ولما يعرفه من سيرة حسنة لحاكمها إضافة إلى استقلال صاحبها وعدم خضوعه لسيطرة خارجية ولقد أحسن الشيخ الاختيار، فكان انتقاله موفقاً٢، ولا ننسى أن الابتلاء على طريق الدعوة سنة الله عز وجل في صنع الدعاة إلى دينه ونهجه، قال تعالى:

{وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت:٣) .

ولا يعرف المسلم قيمة دعوته، ولا يذوق حلاوة توحيده إلا بعد أن تتعرض نفسه ومشاعره وجوارحه وأحاسيسه وغرائزه للامتحان والابتلاء، فيثبت أو ينهزم، ينجح أو يرسب.

إن هذا الدين صلب في مقاومة الباطل وأهله، ومواجهة زيفهم ومبادئهم بالهدى الناصع، والحجة البينة، ولذا احتاج هذا الدين إلى نوع من الناس يستطيع


١ الهجرة سنة الرسل عليهم السلام وسبيل الدعوات، وقد ذكر الأستاذ: مسعود الندوي في كتابه "محمد بن عبد الوهاب" ص ٤٩ ما نصه: فوقع عثمان في حيرة وغلب وطمع الدنيا على حماية دعوة التوحيد، ولعل الدعوة لم تكن قد رسخت في قلبه بعد، ولعله ما كان يعرف تلك النعم التي تنزل على من يقوم بنصرة الحق.
٢ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأثرها في العالم الإسلامي، تأليف محمد بن عبد الله بن سلمان السلمان الطبعة الأولى ١٤٠٧هـ-الناشر مكتبة دار البخاري بريدة ص٣١-٣٢.

<<  <   >  >>