ثم أقلعنا منها إثر صلاة الجمعة السادس عشر منه فبتنا في فحص قرطاجنة بالبرج المعروف ببرج الثلاثة صهاريج ثم منه يوم السبت إلى مرسية ومنها في اليوم بعينه إلى لبرالة ثم منها يوم الأحد إلى الورقة ثم منها يوم الإثنين إلى المنصورة ثم منها يوم الثلاثاء إلى قبالش بسطة ثم منها يوم الأربعاء إلى وادي آش ثم منها يوم الخميس الثاني والعشرين لمحرم والخامس والعشرين لإبريل إلى المنزل بغرناطة:
فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عينا بالإياب المسافر
والحمد لله على الصنع الجميل الذي أولاه والتيسير والتسهيل الذي والاه وصلواته على سيد المرسلين والآخرين محمد رسوله الكريم ومصطفاه وعلى آله وأصحابه الذين اهتدوا بهداه وسلم وشرف وكرم
فكانت مدة مقامنا من لدن خروجنا من غرناطة إلى وقت إيابنا هذا عامين كاملين وثلاثة أشهر ونصفا والحمد لله رب العالمين.