فلما كان عشي يوم السبت دخلنا عيذاب وهي مدينة على ساحل بحر جدة غير مصورة أكثر بيوتها الاخصاص وفيها الآن بناء مستحدث بالجص وهي من أحفل مراسي الدنيا بسبب أن مراكب الهند واليمن تحط فيها وتقلع منها زائدا إلى مراكب الحجاج الصادرة والواردة. وهي في صحراء لا ثبات فيها ولا يؤكل فيها شيء إلا مجلوب لكن أهلها بسبب الحجاج تحت مرفق كثير ولا سيما مع الحاج لأن لهم على كل حمل طعام يجلبونه ضريبة معلومة خفيفة المؤنة بالإضافة إلى الوظائف المكوسية التي كانت قبل اليوم التي ذكرنا رفع صلاح الدين لها، ولهم أيضا من المرافق من الحاج إكراه الجلاب منهم وهي المراكب فيجتمع لهم من ذلك مال كثير في حملهم إلى جدة وردهم وقت انفضاضهم من أداء الفريضة وما من أهلها ذوى إليسار إلا من له الجلبة والجلبتان فهي تعود عليهم برزق واسع فسبحان قاسم الأرزاق على اختلاف أسباب ها لا إله سواه.
وكان نزولنا فيها بدار تنسب لمونح أحد قوادها الحبشيين الذين تأثلوا٢