وفي يوم الإثنين الثالث عشر منه دخلنا مولد النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسجد حفيل البنيان وكان دارا لعبد الله بن عبد المطلب أبي النبي صلى الله عليه وسلم وقد تقدم ذكره. ومولده صلى الله عليه وسلم صفة صهريج١ صغير سعته ثلاثة أشبار وفي وسطه رخامة خضراء سعتها ثلثا شبر مطوقة بالفضة فتكون سعتها مع الفضة المتصلة بها شبرا ومسحنا الخدود في ذلك الموضع المقدس الذي هو مسقط لأكرم مولود على الأرض وممس لأطهر سلالة وأشرفها صلى الله عليه وسلم ونفعنا ببركة مشاهدة مولده الكريم وبإزائه محراب حفيل القرنصة مرسومة طرته بالذهب وقد تقدم الوصف لهذا كله.
وهذا الموضع المبارك هو شرقي الكعبة متصل بصفح الجبل ويشرف عليه بمقربة منه جبل أبي قبيس وعلى مقربة منه أيضا مسجد عليه مكتوب: هذا المسجد هو مولد علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وفيه تربى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان دارا لأبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم وكافله.