غم هلاله علينا لتوالي الأنواء فأكلمنا أيام شهر ذي القعدة بحسابه من ليلة الأربعاء السادس لشهر مارس ونحن بهذه المدينة المذكورة طامعين في قرب السفر مستبشرين بطيب الهواء والله ييسر مرامنا ويتكفل بسلامتنا بعزته واتفق أن أبصرنا الهلال ليلة الأربعاء كبيرا فعلم إنه من ليلة الثلاثاء فانتقل حساب الشهر إليها.
وفي ظهر يوم الأربعاء التاسع من الشهر المذكور والثالث عشر من مارس وهو يوم عرفة عرفنا الله بركته وبركة الموقف الكريم فيه بعرفات كان صعودنا إلى المركب يمنه الله ورزقنا السلامة فيه مبيتين للسفر قرب الله علينا مسافته فأصبحنا على ظهر المركب صحة يوم عيد الأضحى نفعنا الله بمقاساة الوحشة فيه ونحن نيف على الخمسين رجلا من المسلمين عصم الله الجميع ونظم شملهم بأوطانهم بمنه وكرمه إنه سبحانه كفيل بذلك. ورمنا الإقلاع فلم توافق الريح فلم نزل نتردد من المركب إلى البر ونبيت للسفر