للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويؤكِّد بروكلمان ما ذهب إليه المسعودي، مُصَحِّحاً اسم القائد البيزنطي وأنه (ثيودورس) ١.

وأعتقد أنَّ ما ذهب إليه المسعودي، وأكَّده بروكلمان من قيادة ثيودورس أخي الأمبراطور هرقل لجيوش الحلفاء في مؤتة هو الأصوب، لأنه لم يرد ذكر هرقل في أحداث المعركة رغم شهرته ومعرفة المسلمين له جيداً، فلو كان هو القائد فعلاً لما أغفلت المصادر الإسلامية - ومنها التي ذكرت قيادته لجيوش الروم - أخباره في ميدان المعركة وأحداثها.

كما أنَّ القول بقيادته للمعركة يتعارض مع ما هو مألوف في نظام الحكم في بيزنطة في ذلك الحين، حيث لم يسبق لإمبراطور بيزنطي قاد جيشاً إلاَّ مرَّتين: "الأولى حينما قاد الإمبراطور موريس حملة لمحاربة الآفار، والثانية حينما قاد هرقل نفسه الجيش البيزنطي في محاولة منه لاسترداد هيبة الإمبراطورية البيزنطية التي فُقِدَت حينما دحرت القوات الفارسية القوات الرومانية في معركة فحل الفاصلة - التي ورد ذكرها في القرآن٢ - ثُمَّ خرَّبت بيت المقدس، واحتلَّت شطراً كبيراً من أرض الإمبراطورية، حتى أحدقت بالقسطنطينية، وقد قُوبِل كُلٌّ من الإمبراطوريين


١ انظر: عماد الدين خليل: دراسة في السيرة ٢٩٦، بروكلمان: تاريخ الشعوب الإسلامية ٥٩.
وثيودورس: هو أخو الإمبراطور هرقل، وقد قُتِلَ في معركة اليرموك علي يد المسلمين
(الطبري: تاريخ ٣/٤٠١) .
٢ في الآيتين ٢ - ٣ من سورة الروم.

<<  <   >  >>