وأخرج أبو داود في "سننه" "كتاب الأدب، باب ما جاء في الشعر، رقم "٥٠١٦" من طريق علي بن حسين بن واقد المروزي -وهو صدوق يهم- عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس؛ قال: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُون} ؛ فنسخ من ذلك واستثنى؛ فقال: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} . وأخرج نحوه ابن جرير في "التفسير" "١٩/ ١٧٩"، وابن النحاس في "الناسخ والمنسوخ" "ص٢٤٠" عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وهذا إسناد حسن. والشاهد أن النسخ هنا بمعنى التخصيص؛ كما هو ظاهر من قوله: "واستثنى"، وانظر: "الناسخ والمنسوخ" "٢/ ٣٢٣" لابن العربى. ٢ في كتابه "الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه" "ص٣٧٣-٣٧٤". ٣ في مطبوع "الإيضاح": "الاستثناء". ٤ قال "ف": "الأنسب: "بيّن حرف الاستثناء أنه ... " إلخ، أو "نبه حرف الاستثناء أنه" ا. هـ. رد عليه "د" بقوله: "إنه بدل من الضمير في بينه؛ فالكلام واضح لا يحتاج لتصحيح كما ظن". قلت: نص عبارة مكي في "الإيضاح" "ص٣٧٤": " ... بالمستثنى منه، يليه حرف الاستثناء الذي يلزمه؛ فبين أنه في بعض الأعيان ... "، ومنه يظهر صواب ما عند "ف".