هذا وقد روى البغوي* في "تفسيره" [١/ ٥١٤] بجملة طرق؛ أن ابن عباس يقول: إنها منسوخة بآية: {لا يُكَلِّفُ} راويا حديث جثو الصحابة وشدة ما لحقهم بسبب هذه الآية، ومعنى كونها منسوخة على رأيه هذا أن تكون مخصوصة أو مبنية بها على ما شرحناه، ولم يذكر البغوي عنه الوجه الذي ذكره المؤلف من رجوعها إلى قوله: {وَلا تَكْتُمُوا} ، بل ذكر وجها آخر عنه: إنها محكمة على أن معنى يحاسبكم يخبركم به، وأن الحساب لا يستلزم العقاب، وأنها تتلاقى مع حديث: "فأما المؤمن؛ فيقول له ربه: ألم تفعل كذا، ألم تفعل كذا؟ ثم يقول: سترتها عليك في الدنيا واليوم أغفرها لك، وأما الفاجر؛ فيحاسبه على شركه وكفره"، وهذا معنى: {فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} ، ولا شك أن هذا غير ما نقله المؤلف عنه هنا. "د". ٢ أخرج أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" "رقم ٥٠٢"، والطحاوي في "المشكل" "٢/ ٢٤٧"، وابن جرير في "التفسير" "رقم ٦٤٥٠، ٦٤٥٤" من طريق يزيد بن أبي زياد عن مِقْسم عن ابن عباس في هذه الآية؛ قال: "نزلت في كتمان الشهادة وإقامتها". ويزيد ضعيف، كبر فتغير، صار يتلقن، وكان شيعيًا، ومقسم صدوق، وكان يرسل؛ فالأثر ضعيف. وأخرجه ابن جرير في "التفسير" "رقم ٦٤٤٩" من طريق يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس. ٣ في "ط": "إذ قد تقدم".