للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلِمَا حَضَرَ مُعَاذًا الْوَفَاةُ، قِيلَ لَهُ: "يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! أَوْصِنَا. قَالَ: أَجْلِسُونِي. قَالَ: إِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا؛ مَنِ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا" يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَالْتَمِسُوا الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةِ رَهْطٍ، عِنْدَ عُوَيْمِرٍ١ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَعِنْدَ سَلْمَانَ٢ الْفَارِسِيِّ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ... "٣ الْحَدِيثَ.

وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ" ٤.

وَمَا جَاءَ فِي التَّرْجِيحِ وَالتَّفْضِيلِ كَثِيرٌ لِأَجْلِ مَا يَنْبَنِي عَلَيْهِ مِنْ شَعَائِرِ الدِّينِ، وَجَمِيعُهُ لَيْسَ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى تَنْقِيصِ الْمَرْجُوحِ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ؛ فَهُوَ الْقَانُونُ اللَّازِمُ وَالْحُكْمُ الْمُنْبَرِمُ الَّذِي لَا يَتَعَدَّى إِلَى سواه، وكذلك فعل السلف الصالح.


١ في الأصل بياض.
٢ في الأصل سليمان.
٣ أخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" "١/ ٧٣" -وهو "الاوسط" على التحقيق- والترمذي في "الجامع" "أبواب المناقب، باب مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه، ٥/ ٦٧١/ رقم ٣٨٠٤" -واللفظ له- والنسائي في "فضائل الصحابة" "١٤٩"، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" "٤/ ٨٦"، والفسوي في "المعروفة والتاريخ" "١/ ٤٦٧-٤٦٨" - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" "٧/ ق٤١٧" - والحاكم في "المستدرك" "٣/ ٤١٦" من طريقين عن زيد ابن عميرة؛ قال: لما حضر ... به، وتمته: "الذي كان يهوديًا فأسلم؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه عاشر عشرة في الجنة".
وإسناده حسن، وقال الترمذي عقبه: "هذا حديث حسن صحيح غريب"، وقال: قال الحاكم: "صحيح الإسناد".
وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" "٢/ ٥٥٠"، والخطيب البغدادي في "تالي التلخيص" "رقم ٢٩٨ - بتحقيقنا", وابن عساكر في "تاريخ دمشق" "٧/ ق٤١٧" من طرق ضعيفة عن معاذ به.
٤ مضى تخريجه في التعليق على "٤/ ٤٥٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>