قال ابن عبد البر في "الاستذكار" "٧/ ١٦١": "وهذا الحديث لا أعرفه بوجه من الوجوه في غير "الموطأ" ومن ذكره إنما ذكره عن مالك في "الموطأ"، إلا ما ذكره الشافعي [في "الأم" "١/ ٢٥٥"] في كتاب الاستسقاء، [ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" "٥/ ٢٠٠/ رقم ٧٢٨١- ط قلعجي"] عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى عن إسحاق بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أنشأت بحرية ثم استحالت شامية، فهو أمطر لها" وابن أبي يحيى مطعون عليه متروك، وإسحاق ابن عبد الله هو ابن أبي فروة ضعيف أيضا متروك الحديث". ثم قال: "وهذا الحديث لا يحتج به أحد من أهل العلم بالحديث؛ لأنه ليس له إسناد". وقال: "وقال الشافعي في حديثه هذا: "بحرية" بالنصب، كأنه يقول: "إذا ظهرت السحاب بحرية من ناحية البحر، ومعنى نشأت: ظهرت وارتفعت" وقال: "وناحية البحر بالمدينة الغرب"، ثم تشاءمت، أي: أخذت نحو الشام، والشام من المدينة في ناحية الشمال، يقول: إذا مالت السحابة الظاهرة من جهة الغرب إلى الشمال -وهو عندنا البحرية- ولا تميل كذلك إلا بالريح النكباء التي بين الغرب والجنوب هي القبلة، فإنها يكون ماؤها غدقا، يعني: غزيرًا معينًا؛ لأن الجنوب تسوقها وتستدرها، وهذا معروف عند العرب وغيرهم". ونحوه في "التمهيد" "٢٤/ ٣٧٧" أيضا، واستدرك ابن الصلاح في "رسالته في وصل بلاغات مالك الأربعة في الموطأ" "ص ١١-١٣" على ابن عبد البر، فوصله من طريق ابن أبي الدنيا في كتابه "المطر" عن الواقدي، قال: "وفيه استدراك على الحافظين حمزة بن محمد وابن عبد البر، وليس إسناده بذاك". قلت: وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" ٤/ ١٢٤٧-١٢٤٨/ رقم ٧٢٢"، والطبراني في "الأوسط" "٨/ ٣٧٠-٣٧١/ رقم ٧٧٥٣" من طريق الواقدي عن عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة عن عوف بن الحارث عن عائشة به مرفوعا نحوه، قال الطبراني: "تفرد به الواقدي". قلت: وهو متروك، وعوف مقبول، وابن أبي فروة فيه كلام، فالحديث ضعيف جدا وانظر: "المسائل والأجوبة في الحديث والتفسير" "ص ٢٨٢-٢٨٣" لابن قتيبة، و"الأنواء" له ص ١٧٠"، و"كنز العمال" "٧/ ٨٣٨"، و"الهيئة السنية" "ق١٠/ أ" للسيوطي، والفائق" "٣/ ٥٦"، و"النهاية" "٢/ ٤٣٧ و٣/ ٣٤٦" و"غريب الحديث" "٢/ ١٤٧" لابن الجوزي، و"توجيه النظر" "١/ ٤٠٨ و٢ / ٩١٣- ٩٢٨".