للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سنتين. وقد روي من حديث ابن عمر مرفوعا: «أولهنّ رجب»، وفي إسناده موسى بن عبيدة، وفيه ضعف شديد من قبل حفظه.

وقد حكي عن أهل المدينة أنّهم جعلوها من سنتين، وأنّ أوّلها ذو القعدة، ثم ذو الحجّة، ثم المحرّم، ثم رجب، فيكون رجب آخرها. وعن بعض المدنيين أنّ أوّلها رجب، ثم ذو القعدة، ثم ذو الحجّة ثم المحرّم. وعن بعض أهل الكوفة أنّها من سنة واحدة؛ أوّلها المحرّم، ثم رجب، ثم ذو القعدة، ثم ذو الحجّة.

واختلف في أيّ هذه الأشهر الحرم أفضل؛ فقيل: رجب، قاله بعض الشافعية، وضعّفه النّوويّ وغيره. وقيل: المحرّم، قاله الحسن، ورجّحه النّوويّ. وقيل: ذو الحجّة، روي عن سعيد بن جبير وغيره، وهو أظهر، والله أعلم.

وقوله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الزّمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السّماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا» (١) مراده بذلك إبطال ما كانت الجاهلية تفعله من النّسيء، كما قال تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللهُ} [التوبة: ٣٧].

وقد اختلف في تفسير النّسيء:

فقالت طائفة: كانوا يبدلون بعض الأشهر الحرم بغيرها من الأشهر، فيحرمونها بدلها، ويحلون ما أرادوا تحليله من الأشهر الحرم إذا احتاجوا إلى ذلك، ولكن لا يزيدون في عدد الأشهر الهلالية شيئا.


(١) أخرجه: البخاري (٩/ ٦٣، ٢/ ٢١٦، ٣٧، ١/ ٢٦)، ومسلم (١٠٩، ٥/ ١٠٨)، وأحمد (٥/ ٣٧) عن أبي بكرة رضي الله عنه.

<<  <   >  >>