للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المجلس الثاني في ذكر المولد أيضا]

خرّج مسلم من حديث أبي قتادة الأنصاريّ رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سئل عن صيام يوم الإثنين، فقال: «ذاك يوم ولدت فيه، وأنزلت عليّ فيه النّبوّة» (١).

أمّا ولادة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم الإثنين فكالمجمع عليه بين العلماء، وقد قاله ابن عبّاس وغيره. وقد حكي عن بعضهم أنّه ولد يوم الجمعة، وهو قول ساقط مردود، وروي عن أبي جعفر الباقر أنّه توقّف في ذلك، وقال: لا يعلم ذلك إلاّ الله. وإنّما قال هذا لأنه لم يبلغه في ذلك ما يعتمد عليه، فوقف تورّعا.

وأمّا الجمهور فبلغهم في ذلك ما قالوا بحسبه. وقد روي عن أبي جعفر أيضا موافقتهم، وأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولد يوم الإثنين، موافقة لما قاله سائر العلماء.

وحديث أبي قتادة يدلّ على أنّه صلّى الله عليه وسلّم ولد نهارا في يوم الإثنين.

وقد روي أنّه ولد عند طلوع الفجر منه. وروى أبو جعفر بن أبي شيبة في «تاريخه»، وخرّجه من طريقه أبو نعيم في «الدلائل» بإسناد فيه ضعف، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: كان بمرّ الظّهران راهب يدعى عيصا من أهل الشّام، وكان يقول: يوشك أن يولد فيكم - يا أهل مكّة - مولود تدين له العرب، ويملك العجم؛ هذا زمانه. فكان لا يولد بمكّة مولود إلاّ سأل عنه.

فلمّا كان صبيحة اليوم الّذي ولد فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج عبد الله بن


(١) أخرجه: مسلم (٣/ ١٦٧ - ١٦٨) (١١٦٢).

<<  <   >  >>