للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد المطلب حتّى أتى عيصا فناداه: فأشرف عليه، فقال له عيصا: كن أباه، فقد ولد ذلك المولود الذي كنت أحدّثكم عنه يوم الإثنين، ويبعث يوم الإثنين، ويموت يوم الإثنين قال: إنّه ولد لي مع الصّبح مولود، قال: فما سمّيته؟ قال: محمّد، قال: والله، لقد كنت أشتهي أن يكون هذا المولود فيكم أهل البيت، لثلاث خصال بها نعرفه، فقد أتى عليهن؛ منها: أنّه طلع نجمه البارحة، وأنّه ولد اليوم، وأنّ اسمه محمّد، انطلق إليه؛ فإنّه الذي كنت أحدّثكم عنه. وقد روي ما يدلّ على أنّه ولد ليلا، وقد سبق في المجلس الذي قبله من الآثار ما يستدلّ به لذلك.

وفي «صحيح الحاكم» عن عائشة، قالت: كان بمكّة يهوديّ يتّجر فيها، فلمّا كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: يا معشر قريش، هل ولد فيكم الليلة مولود؟ قالوا: لا نعلمه، فقال: ولد الليلة نبيّ هذه الأمّة الأخيرة، بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنّهنّ عرف فرس، فخرجوا باليهوديّ حتّى أدخلوه على أمّه، فقالوا: أخرجي إلينا ابنك، فأخرجته، وكشفوا عن ظهره، فرأى تلك الشّامة، فوقع اليهوديّ مغشيّا عليه، فلما أفاق قالوا: ويلك! ما لك؟ قال: ذهبت والله النّبوّة من بني إسرائيل (١).

وهذا الحديث يدلّ على أنّه ولد بخاتم النّبوّة بين كتفيه. وخاتم النّبوّة من علامات نبوّته التي كان يعرفه بها أهل الكتاب ويسألون عنها، ويطلبون الوقوف عليها.

وقد روي أن هرقل بعث إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بتبوك من ينظر له خاتم النبوّة ثم يخبره عنه. وقد روي من حديث أبي ذرّ، وعتبة بن عبد، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّ


(١) أخرجه: الحاكم (٢/ ٦٠١) وقال: «صحيح الإسناد»، وتعقبه الذهبي بقوله: «لا».

<<  <   >  >>