للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الملكين اللذين شقّا صدره وملآه حكمة هما اللّذان ختماه بخاتم النّبوّة (١)، وهذا يخالف حديث عائشة هذا.

وقد روي أنّ هذا الخاتم رفع من بعد موته من بين كتفيه، ولكن إسناد هذا الحديث ضعيف. وقد روي في صفة ولادته آيات تستغرب؛ فمنها ما روي عن آمنة بنت وهب أنّها قالت: وضعته فما وقع كما يقع الصّبيان، وقع واضعا يده على الأرض، رافعا رأسه إلى السّماء. وروي أيضا أنّه قبض قبضة من التّراب بيده لمّا وقع بالأرض. فقال بعض القافة: إن صدق الفأل ليغلبنّ أهل الأرض.

وروي أنّه وضع تحت جفنة، فانفلقت عنه، ووجدوه ينظر إلى السّماء.

واختلفت الروايات؛ هل ولد مختونا؟ فروي أنّه ولد مختونا مسرورا، يعني مقطوع السّرّة، حتّى قال الحاكم (٢): تواترت الروايات بذلك. وروي أنّ جدّه ختنه، وتوقّف الإمام أحمد في ذلك.

قال المرّوذيّ: سئل أبو عبد الله: هل ولد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مختونا؟ قال: الله أعلم، ثمّ قال: لا أدري. قال أبو بكر عبد العزيز بن جعفر من أصحابنا: قد روي أنّه صلّى الله عليه وسلّم ولد مختونا مسرورا. ولم يجترئ أبو عبد الله على تصحيح هذا الحديث.

وأمّا شهر ولادته فقد اختلف فيه، فقيل: في شهر رمضان، روي عن عبد الله بن عمرو بإسناد لا يصحّ. وقيل: في رجب، ولا يصحّ. وقيل: في ربيع الأوّل، وهو المشهور بين النّاس، حتّى نقل ابن الجوزيّ وغيره عليه الاتّفاق، ولكنّه قول جمهور العلماء. ثم اختلفوا في أيّ يوم كان من الشهر،


(١) أخرجه: الحاكم (٢/ ٦١٦ - ٦١٧) وقال: «صحيح على شرط مسلم». ووافقه الذهبي.
(٢) «المستدرك» (٦٠٢)، وتعقبه الذهبي بقوله: «ما أعلم صحة ذلك، فكيف متواترا؟!».

<<  <   >  >>