للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمنهم من قال: هو غير معيّن، وإنما ولد في يوم الإثنين من ربيع الأول من غير تعيين لعدد ذلك اليوم من الشهر.

والجمهور على أنّه يوم معيّن منه، ثم اختلفوا، فقيل: لليلتين خلتا منه.

وقيل: لثمان خلت منه. وقيل: لعشر. وقيل: لاثنتي عشرة. وقيل: لسبع عشرة. وقيل: لثماني عشرة. وقيل: لثمان بقين منه. وقيل: إنّ هذين القولين غير صحيحين عمّن حكيا عنه بالكلّيّة، والمشهور الذي عليه الجمهور أنّه ولد يوم الإثنين ثاني عشر ربيع الأوّل، وهو قول ابن إسحاق وغيره.

وأمّا عام ولادته فالأكثرون على أنّه عام الفيل؛ وممّن قال ذلك قيس بن مخرمة، وقباث بن أشيم، وابن عبّاس، وروي عنه أنّه ولد يوم الفيل، وقيل:

إنّ هذه الرواية وهم، إنّما الصحيح عنه أنّه قال: عام الفيل. ومن العلماء من حكى الاتفاق على ذلك وقال: كلّ قول يخالفه وهم. والمشهور أنّه صلّى الله عليه وسلّم ولد بعد الفيل بخمسين يوما.

وقيل: بعده بخمس وخمسين يوما. وقيل: بشهر. وقيل: بأربعين يوما.

وقد قيل: إنّه ولد بعد الفيل بعشر سنين. وقيل: بثلاث وعشرين سنة. وقيل:

بأربعين سنة. وقيل: قبل الفيل بخمس عشرة سنة. وهذه الأقوال وهم عند جمهور العلماء، ومنها ما لا يصحّ عمّن حكي عنه.

قال إبراهيم بن المنذر الحزاميّ: الذي لا يشكّ فيه أحد من علمائنا أنّه صلّى الله عليه وسلّم ولد عام الفيل. وقال خليفة بن خيّاط: هذا هو المجمع عليه. وكانت قصّة الفيل توطئة لنبوّته وتقدمة لظهوره وبعثته. وقد قصّ الله ذلك في كتابه فقال:

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل: ١ - ٥].

<<  <   >  >>