للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي تضاعف جوده صلّى الله عليه وسلّم في شهر رمضان بخصوصه فوائد كثيرة:

منها: شرف الزمان، ومضاعفة أجر العمل فيه. وفي الترمذي عن أنس مرفوعا: «أفضل الصّدقة صدقة في رمضان» (١).

ومنها: إعانة الصّائمين والقائمين والذّاكرين على طاعاتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم، كما أنّ من جهّز غازيا فقد غزا، ومن خلفه في أهله فقد غزا (٢).

وفي حديث زيد بن خالد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من فطّر صائما فله مثل أجره، من غير أن ينقص من أجر الصّائم شيء» (٣). خرّجه الإمام أحمد، والنسائيّ، والترمذي، وابن ماجه. وخرّجه الطبراني من حديث عائشة، وزاد: «وما عمل الصائم من أعمال البرّ إلاّ كان لصاحب الطّعام ما دام قوة الطعام فيه» (٤).

وخرّج ابن خزيمة في «صحيحه» من حديث سلمان مرفوعا حديثا في فضل شهر رمضان، وفيه: «وهو شهر المواساة، وشهر يزاد فيه في رزق المؤمن؛ من فطّر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النّار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء». قالوا: يا رسول الله، ليس كلّنا يجد ما يفطّر الصّائم. قال: «يعطي الله هذا الثّواب لمن فطّر صائما على مذقة لبن،


(١) أخرجه: الترمذي (٦٦٣)، وقال: «هذا حديث غريب».
(٢) أخرجه: البخاري (٤/ ٣٢) (٢٨٤٣)، ومسلم (٦/ ٤١) (١٨٩٥) من حديث زيد بن خالد الجهني.
(٣) أخرجه: الترمذي (٨٠٧)، والنسائي في «الكبرى» (٣٣٣٠)، وابن ماجه (١٧٤٦)، وأحمد (٤/ ١١٤)، وابن حبان (٣٤٢٩)، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
وراجع: «تخريج الترغيب» (٢/ ٩٥).
(٤) أخرجه: الطبراني في «الأوسط» (٧١٣٦).
وقال في «المجمع» (٣/ ١٥٧): «وفيه الحكم بن عبد الله الأبلي، وهو متروك».

<<  <   >  >>