للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويروى من حديث تميم وأنس مرفوعا: «من قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قيام ليلة» (١). وفي إسنادهما ضعف. وروي حديث تميم موقوفا عليه، وهو أصحّ.

وعن ابن مسعود، قال: «من قرأ في ليلة خمسين آية لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب له قنطار» (٢).

ومن أراد أن يزيد في القراءة ويطيل، وكان يصلّي لنفسه فليطوّل ما شاء، كما قاله النبي صلّى الله عليه وسلّم. وكذلك من صلى بجماعة يرضون بصلاته.

وكان بعض السّلف يختم في قيام رمضان في كلّ ثلاث ليال، وبعضهم في كلّ سبع؛ منهم قتادة. وبعضهم في كلّ عشر؛ منهم أبو رجاء العطارديّ. وكان السّلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها؛ كان الأسود يقرأ القرآن في كلّ ليلتين في رمضان، وكان النّخعيّ يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصّة، وفي بقيّة الشّهر في ثلاث. وكان قتادة يختم في كلّ سبع دائما، وفي رمضان في كلّ ثلاث، وفي العشر الأواخر كلّ ليلة. وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصّلاة. وعن أبي حنيفة نحوه. وكان قتادة يدرس القرآن في شهر رمضان. وكان الزّهريّ إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام.

قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف. وقال عبد الرزاق: كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على


(١) أخرجه: أحمد (٤/ ١٠٣).
(٢) أخرجه: الدارمي (٢/ ٤٦٣) مختصرا، وابن أبي شيبة (٦/ ١٣٤).

<<  <   >  >>