للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صبيحتها كان يوم بدر. روي عن علي، وابن مسعود، وزيد بن أرقم، وزيد بن ثابت، وعمرو بن حريث. ومنهم من روي عنه، أنّها ليلة تسع عشرة؛ روي عن علي، وابن مسعود، وزيد بن أرقم.

والمشهور عند أهل السّير والمغازي: أنّ ليلة بدر كانت ليلة سبع عشرة، وكانت ليلة جمعة. وروي ذلك عن علي، وابن عباس وغيرهما. وعن ابن عباس، رواية ضعيفة أنّها كانت ليلة الإثنين.

وكان زيد بن ثابت لا يحيي ليلة من رمضان، كما يحيي ليلة سبع عشرة، ويقول: إنّ الله فرّق في صبيحتها بين الحقّ والباطل، وأذلّ في صبيحتها أئمة الكفر. وحكى الإمام أحمد هذا القول عن أهل المدينة: أنّ ليلة القدر تطلب ليلة سبع عشرة. قال في رواية أبي داود فيمن قال لامرأته: أنت طالق ليلة القدر، قال: يعتزلها إذا دخل العشر، وقبل العشر، أهل المدينة يرونها في السبع عشرة، إلاّ أنّ المثبت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في العشر الأواخر. وحكي عن عامر بن عبد الله بن الزّبير: أنّه كان يواصل ليلة سبع عشرة.

وعن أهل مكّة أنّهم كانوا لا ينامون فيها، ويعتمرون. وحكي عن أبي يوسف ومحمد صاحبي أبي حنيفة: أنّ ليلة القدر في النصف الأواخر من رمضان من غير تعيين لها بليلة، وإن كانت في نفس الأمر عند الله معينة.

وروي عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، قال: ليلة القدر ليلة سبع عشرة، ليلة جمعة. خرّجه ابن أبي شيبة. وظاهره أنّها إنما تكون ليلة القدر إذا كانت ليلة جمعة؛ لتوافق ليلة بدر.

وروى أبو الشيخ الأصبهاني بإسناد جيّد، عن الحسن، قال: إنّ غلاما لعثمان بن أبي العاص، قال له: يا سيدي، إن البحر يعذب في هذا الشهر في ليلة. قال: فإذا كانت تلك الليلة فأعلمني. قال: فلما كانت تلك الليلة آذنه،

<<  <   >  >>