للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان يأمر بالتماسها في أوتار العشر الأواخر. ففي «صحيح البخاري» عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: «التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان؛ في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى» (١). وفي رواية له: «هي في العشر؛ في سبع يمضين، أو سبع يبقين».

وخرّج الإمام أحمد والنّسائي والترمذيّ من حديث أبي بكرة، قال: ما أنا بملتمسها لشيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ في العشر الأواخر؛ فإنّي سمعته يقول: «التمسوها في تسع يبقين، أو سبع يبقين، أو خمس يبقين، أو ثلاث يبقين، أو آخر ليلة» (٢). وكان أبو بكرة يصلّي في العشرين من رمضان كصلاته في سائر السّنة، فإذا دخل العشر اجتهد، ثم بعد ذلك أمر بطلبها في السّبع الأواخر.

وفي «المسند» وكتاب النسائي عن أبي ذرّ، قال: «كنت أسأل الناس عنها - يعني ليلة القدر - فقلت: يا رسول الله، أخبرني عن ليلة القدر، أفي رمضان هي، أو في غيره؟ قال: بل هي في رمضان. قلت: تكون مع الأنبياء ما كانوا، فإذا قبضوا رفعت، أم هي إلى يوم القيامة؟ قال: بل هي إلى يوم القيامة. قلت: في أيّ رمضان هي؟ قال: التمسوها في العشر الأول والعشر الأواخر. قلت: في أي العشرين هي؟ قال: في العشر الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها. ثم حدّث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم اهتبلت غفلته، فقلت: يا رسول الله، أقسمت عليك بحقّي لما أخبرتني، في أيّ العشر هي؟ فغضب عليّ غضبا لم يغضب مثله منذ صحبته، وقال: التمسوها في


(١) أخرجه: البخاري (٣/ ٦١) (٢٠٢١).
(٢) أخرجه: أحمد (٥/ ٣٦ - ٣٩)، والترمذي (٧٩٤)، وقال: «حسن صحيح».

<<  <   >  >>