للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرشي، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: أنّه سئل عن صيام الدّهر، فقال: «إنّ لأهلك عليك حقّا، فصم رمضان والذي يليه، وكلّ أربعاء وخميس، فإذا أنت قد صمت الدّهر وأفطرت» (١).

وخرّج ابن ماجه بإسناد منقطع أنّ أسامة بن زيد كان يصوم أشهر الحرم، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «صم شوّالا». فترك أشهر الحرم، ثم لم يزل يصوم شوّالا حتّى مات (٢).

وخرّجه أبو يعلى الموصلي بإسناد متّصل، عن أسامة، قال: كنت أصوم شهرا من السّنة، فقال لي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أين أنت من شوّال؟» فكان أسامة إذا أفطر أصبح الغد صائما من شوّال حتى يأتي على آخره.

وصيام شوّال كصيام شعبان؛ لأنّ كلا الشّهرين حريم لشهر رمضان، وهما يليانه. وقد ذكرنا في فضل صيام شعبان أنّ الأظهر أنّ صيامهما أفضل من صيام الأشهر الحرم، ولا خلاف في ذلك.

وإنما كان صيام رمضان واتباعه بستّ من شوّال يعدل صيام الدّهر؛ لأنّ الحسنة بعشر أمثالها، وقد جاء ذلك مفسّرا من حديث ثوبان رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: «صيام رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستّة أيام بشهرين، فذلك صيام سنة» (٣). يعني رمضان وستّة أيام بعده. خرّجه الإمام أحمد والنسائي وهذا لفظه، وابن حبّان في «صحيحه»، وصحّحه أبو حاتم الرازي. وقال الإمام أحمد: ليس في أحاديث الباب أصحّ منه. وتوقّف فيه في رواية أخرى.


(١) أخرجه: أبو داود (٢٤٣٢)، والترمذي (٧٤٨) وأشار الترمذي إلى ضعفه.
(٢) أخرجه: ابن ماجه (١٧٤٤).
(٣) أخرجه: أحمد (٥/ ٢٨٠)، والنسائي في «الكبرى» (٢٨٧٣)، وابن ماجه (١٧١٥)، وابن خزيمة (٢١١٥)، وابن حبان (٣٦٣٥)، وصححه الألباني كما في «صحيح الجامع».
وراجع: «العلل» لابن أبي حاتم (٧٤٤ - ٧٤٥).

<<  <   >  >>