للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويروى بإسناد مجهول عن أنس مرفوعا: «من صام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت، كتب الله له عبادة تسعمائة سنة» (١). وقال كعب:

اختار الله الزمان؛ فأحبّه إليه الأشهر الحرم. ويروى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ولا يصحّ (٢).

وعن قيس بن عباد أنّه قال: ليس في الأشهر الحرم شهر إلاّ في اليوم العاشر منه خير، قال: ففي ذي الحجّة في العاشر النّحر يوم الحجّ الأكبر، وفي المحرّم العاشر عاشوراء، وفي العاشر من رجب {يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ} [الرّعد: ٣٩] قال الراوي: ونسيت ما قال في ذي القعدة.

وقد تقدّم في ذكر وظيفة رجب أنّه روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنّه ذكر من عجائب الدنيا بأرض عاد عمود من نحاس، عليه شجرة من نحاس؛ فإذا كان في الأشهر الحرم قطر منها الماء، فملئوا منه حياضهم، وسقوا مواشيهم وزروعهم، فإذا ذهبت الأشهر الحرم انقطع الماء.

وذو القعدة من الأشهر الحرم بغير خلاف، وهو أوّل الأشهر الحرم المتوالية. وهل هو أول الحرم مطلقا أم لا؟ فيه اختلاف ذكرناه في وظيفة رجب. وهو أيضا من أشهر الحجّ التي قال الله تعالى فيها: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ} [البقرة: ١٩٧].

وقيل: إنّ تحريم ذي القعدة كان في الجاهلية لأجل السير إلى الحج، وسمّي ذا القعدة لقعودهم فيه عن القتال؛ وتحريم المحرّم لرجوع النّاس فيه من الحجّ


(١) أخرجه: أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١/ ٢٨٤ - ٢٨٥)، والطبراني في «الأوسط» (١٧٨٩) بلفظ: « … عبادة سنتين»، وقال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٩١): «فيه يعقوب بن موسى المدني مجهول، ومسلمة بن راشد الحماني قال فيه أبو حاتم: مضطرب الحديث».
(٢) أخرجه ابن عدي في «الكامل» (١٥٨٩).

<<  <   >  >>